السبت، 25 أكتوبر 2014

صورة ومأساة (1) – الفتاة في الإسطبل المهجور


ريجينا كاي واترز .. صورتها قبل أن تقتل ..
قبل سنوات بعيدة عملت لفترة في مصنع نائي يقع خارج المدينة ، كنت أعمل ليلا وهناك حافلة خاصة بالمصنع تعيدني إلى المدينة فجرا برفقة العمال . كنت ضعيف الحال ، لذلك كنت أعمل في أيام العطل لكسب بعض المال الإضافي ، وطبعا لم تكن الحافلة تأتي في أيام العطل ، لذلك كنت اضطر للوقوف على قارعة طريق خارجي مقفر بانتظار توصيلة ، أومئ بيدي لسائقي الشاحنات الثقيلة لعل أحدهم يقف لي ، كانت المسألة أشبه باليانصيب ، أحيانا لا أقف سوى لدقائق معدودة ، وأحيانا أخرى يمتد وقوفي لساعة أو أكثر ، فأغلب سائقي الشاحنات لا يتوقفون ، ومعهم حق في ذلك ، فأولا إيقاف شاحنة ضخمة على جانب طريق مظلم وضيق ليس أمرا سهلا ، وثانيا الوقوف لرجل غريب في عتمة الفجر لا يكون عملا حكيما دوما . على العموم ، من خلال تجربتي أستطيع أن أقول بأن سائقي الشاحنات الذين يتوقفون من أجل توصيل الناس يفعلون ذلك أما بدافع الشهامة أو بسبب الضجر نتيجة سيرهم لمسافات طويلة بمفردهم أو مقابل بعض المال ، خصوصا حين تكون المسافة طويلة ولا يكون السائق هو مالك الشاحنة الأصلي . وقد تكون لهم مآرب أخرى ، دنيئة ربما ، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالنساء ، وهو أمر لم تضعه رجينا كاي واترز بالحسبان حين قبلت الصعود إلى شاحنة رجل غريب في ليلة ما من عام 1990 .
رجينا .. صبية جميلة ومرحة ..
كانت في الرابعة عشر من عمرها ، وردة متفتحة ، جميلة وذكية ، لكنها للأسف لم تحظى بحياة أسرية هادئة وهانئة ، فوالديها مطلقان ، وشقيقتها الكبرى ماتت منتحرة ، أما شقيقها الأكبر فلديه مشاكل مستمرة مع الشرطة . عاشت في كنف والدها لسنوات ، ثم ذهبت لتعيش مع أمها . وفي أول يوم لها مع أمها تعرفت على شاب من الجوار يدعى ريكي ، كان في الثامنة عشر من عمره ، ويعاني أيضا مشاكل أسرية . أنجذب الاثنان لبعضهما سريعا ، وبعد يومين فقط على اللقاء الأول اتفقا على الفرار معا إلى المكسيك ، هربا من منزليهما وهما لا يملكان شيئا من حطام الدنيا سوى حبهما الوليد الساذج الذي حملاه معا بجيوب خاوية نحو الحدود المكسيكية . لم يكن من سبيل أمامهما للوصول إلى هدفهما إلا بالبحث عن توصيلة مجانية ، لذلك لم يترددا كثيرا في الصعود مع سائق شاحنة غريب توقف لهما وعرض إيصالهما إلى الحدود ... لكنهما للأسف لم يصلا أبدا .
انقطعت أخبار رجينا تماما عن أهلها ، وزاد قلقهم حول مصيرها ، خصوصا حين بدأ والدها يتلقى مكالمات من رجل مجهول ذو نبرة بغيضة زعم بأن رجينا موجودة معه وقال ساخرا : "لقد أجريت بعض التعديلات على أبنتك ، قمت بقص شعرها " .
كان مصدر المكالمات هواتف عمومية من مدن شتى ، لذلك وجدت الشرطة صعوبة في تعقب وتحديد هوية المتصل .
وبعد أشهر عدة تم العثور على جثة في إسطبل مهجور بالقرب من طريق خارجي في إلينوي ، تبين بالفحص الجنائي أنها تعود لفتاة ماتت مقتولة قبل أسابيع ، وبأنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب الشديد قبل مقتلها . كان عارية ، شعرها محلوق كالصبيان ، وتم أيضا حلق شعر عانتها ، وقد قتلت بواسطة سلك لفه القاتل حول رقبتها ستة عشر مرة ثم ربطها بواسطته إلى لوح خشبي .
بالبحث في سجلات المفقودين في عموم البلاد تم التعرف على صاحبة الجثة ، إنها رجينا كاي واترز ، تلك الفتاة الرقيقة التي فرت من منزلها ولم تعد أبدا . في البداية حامت شكوك الشرطة حول ريكي ، الشاب الذي رافق القتيلة في رحلة الهرب ، لكن معارفه وأصدقاءه أجمعوا على أنه ليس من النوع العنيف ، كما أن أسلوب الجريمة لم يكن أسلوب شاب غر يقتل لأول مرة ، بل أسلوب شخص متمرس بالقتل ، وفوق هذا كله فأن ريكي كان قد اختفى هو الآخر ولم تعثر له الشرطة على أثر .
تحقيقات وتحريات الشرطة حول الجريمة سرعان ما وصلت إلى طريق مسدود ، كان واضحا بأن هذه القضية ستضاف إلى مئات القضايا التي تخص أشخاص يعثر على جثثهم بالقرب من الطرق الخارجية ولا يتم التوصل إلى القاتل أبدا . لكن ما لم تدركه الشرطة آنذاك هو أن رأس الخيط الذي سيقودهم إلى القاتل كان موجود سلفا في يد زملاء لهم في ولاية أخرى .

شاحنة الرعب

شاحنة متوقفة على جانب الطريق ..
في ساعة مبكرة من فجر يوم 1 ابريل عام 1990 كان الشرطي مك ميلر يقود سيارة الدورية في مهمة روتينية على طريق خارجي في أريزونا ، لم تكن الشمس قد أشرقت بعد ، لكن كان هناك خيط أبيض رفيع يلوح بالأفق . الشرطي ميلر لمح وميض أنوار شاحنة ضخمة من نوع قاطرة ومقطورة (تريله) متوقفة على جانب الطريق فركن سيارته بالقرب منها عازما على تنبيه السائق إلى خطورة الوقوف في مكان كهذا في هذه الساعة المبكرة ، لكنه لم يشاهد السائق خلف المقود ، فظن بأنه عاد إلى مؤخرة الكابينة من اجل أخذ غفوة ، وكانت كابينة هذه الشاحنة من النوع الكبير كأنها حجرة .
الشرطي ميلر ارتقى إلى الكابينة ، كانت هناك ستارة تفصل كرسي السائق عن مؤخرة الكابينة ، ما أن أزاحها حتى وجد نفسه وجها لوجه مع امرأة عارية تماما ومقيدة بالأغلال وفي فمها لجام من الجلد . كان منظرا صادما جعل الشرطي ميلر يتجمد في مكانه لبرهة ، لكنه سرعان ما استفاق من صدمته على وقع الصرخات المكتومة التي أخذت المرأة تطلقها بصعوبة من وراء اللجام ، راحت تنتفض وتتلوى وسط أغلالها كأن لسان حالها يقول : "أنقذني أرجوك" . في هذه اللحظة بالذات ظهر من الظلام المحيط بالشاحنة شبح رجل طويل ونحيل ، كان السائق ، يبدو بأنه كان يتفقد مؤخرة الشاحنة ، وحالما رأى الشرطي ميلر حتى بادره قائلا : " لا بأس أيها الضابط .. كل شيء على ما يرام " ! .
الشرطي ميلر لن ينسى أبدا تلك اللحظة التي رأى فيها وجه السائق روبرت بين رودز ، كان ذلك الوجه ينضح خبثا وشرا ، وكانت رؤيته كفيلة بجعل الشرطي ميلر يسحب مسدسه بسرعة ويصوبه نحو السائق وهو يصرخ بحزم : "قف مكانك ! .. أنبطح أرضا .. أي حركة وسأطلق النار " .
انقذني ارجوك ..
السائق استجاب للتهديد وأنبطح أرضا ، فنزل الشرطي ميلر ووضع الأصفاد في يديه ثم سحبه نحو سيارة الدورية حيث وضعه في المقعد الخلفي ثم أتصل بمركز العمليات طالبا دعما فوريا . ولم ينس طبعا أن يهرول عائدا نحو الكابينة ليساعد تلك المرأة المكبلة بالأغلال ، المسكينة كانت منهكة ومنهارة تماما بسبب الجهد البدني الجبار الذي بذلته للفت انتباه الشرطي إليها ، وما أن رفع ميلر اللجام عن فمها حتى بدأت تصرخ بهستيرية : "أنقذني أرجوك .. لا تدعه يؤذيني .. لا تتركني .. أتوسل إليك " .
في هذه الأثناء كان زملاء الشرطي ميلر قد وصلوا وانضموا إليه ، أخذوا المرأة إلى المستشفى ونقلوا سائق الشاحنة إلى مركز الشرطة للتحقيق معه . وبعد ساعة وصل المحققون وضباط الأدلة الجنائية لتفقد الشاحنة وذهلوا على الفور لما شاهدوه داخل تلك الكابينة الرهيبة ، كانت هناك أغلال وأصفاد وحبال ، إضافة إلى مجموعة كبيرة من السياط والسكاكين والعصي الكهربائية والكمامات والإبر والدبابيس والأسياخ والألعاب الجنسية .. كانت الكابينة في الواقع عبارة عن مسلخ متحرك ، وكان واضحا بأن تلك الوسائل والأدوات استعملت أكثر من مرة .
بالعودة إلى المرأة في الكابينة فقد أخبرت المحققين لاحقا بأن أسمها هو ليزا بنل ، وبأنها قابلت سائق الشاحنة في استراحة سواق الشاحنات على الطريق قرب فيونيكس وقبلت توصيلة منه ، كانت معتادة على الركوب المجاني مع سائقي الشاحنات ، وآخر ما تذكره عن تلك الليلة بأن السائق قدم لها كوبا من القهوة فاستغرقت في النوم لتستيقظ وتجد نفسها عارية ومقيدة بالأغلال في كابينة الشاحنة ، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلتها مع العذاب على يد سائق مجنون تعج نفسه بشهوات ورغبات سادية منحرفة ، كان يجد نشوة عارمة في اغتصابها وتعذيبها ، كان يضع قارصات حديدية على حلمتيها ، ويحشر أجساما وألعابا جنسية ضخمة في مناطقها الحساسة ، ويضع اللجام في فمها ثم يمتطيها كالحيوان ويضربها بالسوط ، ويستمتع بغرز الدبابيس والإبر في جسدها ، أو يقوم بتعليقها بالسلاسل ويربطها بالحبال في وضعيات مختلفة إلى سقف الكابينة ثم يغتصبها وهي على تلك الحال ، وكان يحلو له أحيانا جعلها ترتدي فستان سهرة مع حذاء كعب عالي ثم يقوم بتمزيق الفستان عليها ويغتصبها . وكان يتفاخر أمامها بأن ما يمارسه عليها الآن من تعذيب واغتصاب سبق أن مارسه على نساء أخريات لمدة خمسة عشر عاما .

تحرش جنسي

روبرت رودز .. صورة له في السجن ..
معرفة وتحليل نفسية كل مجرم – بل كل إنسان - تطلب العودة إلى طفولته ، فهناك حتما في مرحلة ما ، أمر أو حدث أثر على تفكيره ومسخ روحه ، لهذا تجد أكثر القتلة والسفاحين عاشوا في كنف أسر مفككة ولم يحظوا بطفولة سعيدة .
روبرت بين رودز ولد في بلدة صغيرة بولاية ايوا عام 1948 وعاش سنواته الأولى مع أمه فقط لأن والده كان دائم السفر . روبرت كان طفلا مميزا ، يشارك في الكثير من النشاطات ، فهو لاعب في فريق كرة قدم المدرسة ، يمارس المصارعة ، ويشارك في الجوقة الموسيقية ، كان محبوبا ولديه الكثير من الأصدقاء .
طفولة روبرت البهيجة كانت من النوع الذي قلما تجد لها مثيلا في سير المجرمين والسفاحين ، لكنها لم تكن تخلو من نقطة سوداء حرص روبرت على إخفائها لسنوات ، ففي مرحلة ما من صباه أو مراهقته عاد والده ليعيش مع الأسرة ، ويبدو بأن ذلك الوالد الذي كان غائبا لسنوات اعتدى أو تحرش بأبنه جنسيا .
كان والد روبرت ذو سجل حافل بالتحرش الجنسي بالأطفال وقد ألقي القبض عليه عام 1966 بتهمة الاعتداء على طفلة في الثانية عشر من عمرها وانتحر بعدها بفترة قصيرة . هذه الحادثة كانت بمثابة نقطة تحول في حياة روبرت ، أنخرط بعدها في نشاطات إجرامية وألقي القبض عليه مرتين خلال دراسته الثانوية ، الأولى بسبب السرقة وقيادته لسيارة بتهور ، والثانية بسبب اشتراكه في عراك شارع .
بعد إكماله الثانوية تطوع في مشاة البحرية الأمريكية ، لكن سرعان ما تم تسريحه بشكل غير مشرف لاتهامه بالسرقة . ألتحق بعدها بالجامعة ، لكنه لم يكمل دراسته ، ثم تقدم للعمل في الشرطة ، لكن تم رفضه بسبب سوابقه . أخيرا عاد إلى مسقط رأسه حيث تزوج وأنجب طفلا ، لكنه لم ينجح حتى في زواجه ، إذ تزوج وتطلق ثلاث مرات . وفي منتصف السبعينات ، بعد أن فشل في وظائف شتى ، انتهى به المطاف كسائق شاحنة .
صورة التقطتها له زوجته .. كان مولعا بنوادي العراة ..
الزوجة الأخيرة ، ديبرا ، قالت بأنها تعرفت على روبرت في ملهى ليلي عام 1983 ، كان يرتدي بزة طيار ، سحرها بقامته الطويلة ولباقته ، ولم يكن يخلو من وسامة آنذاك . ديبرا كانت متزوجة ولديها أطفال ، لكنها كانت على خلاف مع زوجها ، وسرعان ما وقعت في حب هذا الطيار الوسيم وتطورت علاقتها معه رغم أنه صارحها بأنه سائق شاحنة وليس طيار .
منذ بداية علاقتهما لاحظت ديبرا بأن تصرفات روبرت لا تخلو من غرابة ، لكنها غضت الطرف عن ذلك حتى وصلت الأمور إلى ما لا يطاق .
في إحدى المرات كانا في طريقهما لسهرة وكانت تجلس إلى جانبه بالسيارة ، فجأة أخرج أصفادا من جيبه ووضعها في يدها ، لكن حين لاحظ بأن ذلك لم يعجبها نزع الأصفاد وتظاهر بأنه يمزح .
وحين تركت زوجها أخيرا وانتقلت للسكن معه بدأ يلح عليها في الذهاب برفقته إلى نوادي العراة . رفضت بشدة ، لكنه بدأ يتحايل عليها بالهدايا والكلام المعسول حتى أقنعها بالذهاب معه ، هناك ، وأمام عينيها ، مارس الجنس مع نسوة أخريات . كان أمرا مزعجا ومحرجا بالنسبة لها ، وبالتدريج بدأت علاقتهما تتعكر على الرغم من أنهما تزوجا رسميا عام 1987 ، أصبحا يتشاجران كثيرا ، وجن جنون روبرت حين علم بأنها عاودت الاتصال بزوجها السابق ، فقام بضربها وأغتصبها بسادية ، وكان هذا آخر عهدها به إذ هجرته في صباح اليوم التالي ولم تعد إليه أبدا ، حدث ذلك قبل إلقاء القبض عليه بعدة أشهر .

ناجية أخرى

عرض عليها أن يوصلها إلى نصف المسافة ..
لم تكن ليزا بنل هي الناجية الوحيدة من جحيم شاحنة الرعب ، كانت هناك امرأة أخرى تدعى شانا هولتز ، نجحت بالفرار من قبضة روبرت قبل بضعة أشهر فقط على اختطاف ليزا . شانا كانت مرعوبة إلى درجة أنها أحجمت عن تقديم بلاغ ضد روبرت ، لكنها تشجعت واتصلت بالمحققين بعد أن قرأت خبر إلقاء القبض عليه في الصحف . قالت بأنها قابلت روبرت أول مرة في استراحة لسائقي الشاحنات في سان برناردينو في كاليفورنيا ، كانت تبحث عن توصيلة إلى مدينة اركنساس ، لم يكن روبرت متوجها إلى هناك لكنه عرض عليها أن يوصلها إلى نصف المسافة فوافقت وصعدت معه .. وليتها لم تفعل .
قالت بأنها شعرت بأمان تام مع روبرت في بداية الرحلة ، كان متحدثا لبقا ودودا وبدا واثقا من نفسه وذو شخصية قوية ، حتى أنه وجه لها نصائح في الحياة . وعند انتصاف الليل تراجعت شانا إلى فراش موجود خلف كرسي السائق ، أرادت أن تأخذ قسطا من الراحة ، نامت لبرهة قصيرة قبل أن تستيقظ على صوت توقف الشاحنة ، حين فتحت عينها شاهدت روبرت يقف فوق رأسها وهو يحدق إليها بصورة غريبة وغير مريحة ، شعرت بالحال أنه يريد بها شرا ، فدفعته وحاولت الفرار ، لكنه عالجها بصفعة قوية رمت بها أرضا ثم أستل بندقيته ووجهها نحو رأسها مما جعلها تستلم له تماما . قام بسحبها عنوة إلى مؤخرة الكابينة ، هناك نزع عنها ملابسها وقام بتكبيلها ثم شرع باغتصابها ، وكما حدث مع ليزا ، فقد مارس عليها أمورا منحرفة كثيرة وأمعن في تعذيبها وإذلالها ، كان يجد متعة كبيرة في معاملتها كالحيوان ، كان يتركها مقيدة طول النهار تتبول على نفسها ، ونادرا ما كان يطعمها ، لا يفعل ذلك إلا عندما تلبي رغباته الشاذة وتطيعه طاعة عمياء فيما يريد أن يفعله بها . وقام بحلق شعرها وجعله قصيرا لتبدو كالصبيان ، وحلق شعر عانتها أيضا ، وكان يجبرها على ارتداء فستان سهرة وحذاء كعب عالي ويجعلها تتبرج ثم يهاجمها كالوحش فيمزق ملابسها ويقوم باغتصابها وهو يخنقها بيده . كانت أفعاله تؤشر على وجود اضطراب سلوكي ونفسي ذو جذور عميقة تعود لطفولته ، فبحسب البعض ، أراد روبرت أن يحاكي نفسه عندما تعرض للاعتداء الجنسي على يد أبيه ، ولهذا دأب على حلق شعر ضحاياه ، الرأس والعانة ، لجعلهم يبدون كالصبيان .
فرصة النجاة لاحت لشانا عندما أخذها روبرت إلى شقته في هيوستن ، كانت لفتة غريبة منه ، ربما ظن بأنها أصبحت مدجنة ومطيعة تماما وأن لا خوف من فرارها . هناك في الشقة سمح لها بالاغتسال لأول مرة منذ أيام ثم شرع باغتصابها مجددا . وفي اليوم التالي أعادها إلى الشاحنة ، لكن هذه المرة لم يقيدها بصورة محكمة كما أعتاد أن يفعل فتمكنت من تحرير قدمها خلسة واستغلت فرصة نزوله لتفقد مؤخرة الشاحنة فقفزت إلى الشارع وركضت بأقصى سرعتها حتى أصبحت بمأمن من الوحش .

الصور تفضحه

فتاة مجهولة عثر على صورتها في منزل روبرت .. ربما كانت احدى ضحاياه ..
أقوال ليزا وشانا عززت من شكوك الشرطة في أنهم أمام مجرم متمرس ، وبأن ما جرى لهاتين السيدتين هو ليس حادث فردي وإنما جزء من مسلسل رعب استمر على مدى أعوام وراحت ضحيته العديد من النساء ، ليس هذا فحسب ، لكن المحققين صاروا يرجحون الآن بأن روبرت ربما أقترف جريمة قتل خلال السنوات التي مارس فيها هوايته السادية المنحرفة ، لكنهم كانوا بحاجة لدليل يثبت ذلك ، ومن أجل العثور على الدليل توجهوا لشقة روبرت لغرض تفتيشها . هناك عثروا على أمور مماثلة لتلك الموجودة في الشاحنة ، أغلال وأصفاد وسياط وألعاب جنسية .. عثروا أيضا على مناشف مخضبة بالدماء ، وعلى ملابس داخلية نسائية ، والأهم من كل ذلك عثروا على صور لفتاة شابة ذات شعر مقصوص كالصبيان ، الصور التقطت على ما يبدو داخل كوخ خشبي مهجور ، في بعضها تظهر الفتاة وهي عارية ومربوطة من رقبتها إلى وتد خشبي ، وفي صور أخرى تظهر مرتدية فستان أسود وحذاء كعب عالي أسود وقد تبرجت وصبغت أظافرها . والقاسم المشترك بين جميع تلك الصور هي نظرة الرعب والهلع التي تعلو وجه الفتاة ويديها الممدودتان إلى الأمام كأنما هناك شخص ما يهددها ويتأهب لضربها .
المحققون استغرقوا عاما كاملا لربط الفتاة الظاهرة في الصور بالجثة التي عثروا عليها في إسطبل مهجور في إلينوي ، أي جثة رجينا كاي واترز . تأكدوا من ذلك من خلال دفتر ملاحظات عثروا عليه في شقة روبرت ، أسم ريجينا كان مكتوبا على إحدى الصفحات ، وإلى جانبه أرقام هواتف أبيها وأمها وجدتها ، وفي نهاية الصفحة هناك عبارة تقول : "ريكي الآن رجل ميت" ، والتي عدها المحققون دلالة على قيام روبرت بقتل ريكي جونز ، الشاب الذي كان بصحبة رجينا .
دفتر الملاحظات كان يحوي على أسماء وأرقام وعبارات أخرى ، كان دليلا قاطعا على أن روبرت قتل العديد من الناس خلال السنوات الخمسة عشر التي أمضاها كسائق شاحنة . إحدى تلك الجرائم هي قتل كل من باتريشيا كاديس ولش و سكوت سزكافسكي في مطلع عام 1990 .
إحدى صور رجينا التي عثر عليها داخل شقة روبرت .. ربما التقطها لها قبل مقتلها بدقائق داخل الاسطبل المهجور ..
باتريشيا وسكوت كانا قد تزوجا توا في تكساس ، وكانا عائدين إلى بلدتهما في سياتل حينما رماهما حظهما العاثر في طريق شاحنة الموت التي يمتطيها روبرت وقبلا توصيلة منه . روبرت قام بقتل سكوت أولا ورمى جثته على جانب الطريق ، أما باتريشيا فقد أبقاها حية لأسبوع أو أسبوعين قام خلالها باغتصابها وتعذيبها ثم قتلها بعدة أطلاقات من بندقيته بعد مل منها وأخفى جثتها في ميلارد كونتي حيث بقت هناك لعدة أشهر حتى عثر عليها صدفة بعض صائدي الأيائل . الجثة كانت متفسخة بشدة مما جعل التعرف على هوية صاحبتها مهمة عسيرة امتدت لسنوات طويلة .
روبرت حوكم أولا في التسعينات بتهمة قتل رجينا كاي واترز وتوصل إلى أتفاق مع النائب العام يقوم بموجبه بالاعتراف بقتله للفتاة مقابل تجنيبه عقوبة الإعدام ، وهكذا حصل على أول حكم بالسجن المؤبد . ومرة أخرى عام 2012 تمت محاكمته بتهمة قتل كل من باتريشيا ولش وزوجها سكوت سزكافسكي ، وهذه المرة أيضا توصل لاتفاق مقابل تجنيبه الإعدام . وهو اليوم مسجون في أحد السجون الفيدرالية بثلاث عقوبات مؤبد ولا يتوقع أن يفرج عنه أبدا .
الجدير بالذكر أن المحققين موقنون بأن عدد ضحايا روبرت هو أكثر بكثير مما حوكم من أجله . فهو على الأرجح أغتصب وعذب ثلاث نساء شهريا كمعدل اعتبارا من النصف الثاني من عقد الثمانينات ، أغلبهن من عاهرات الطريق والفتيات الهاربات . ولو أخذنا بنظر الاعتبار عدد الجثث التي تم العثور عليها في تلك الفترة بالقرب من الطرق الخارجية في الولايات المتحدة ، وهي بالمئات ، فأن عدد اللذين قتلهم روبرت ربما جاوز الخمسين إنسان وليس ثلاثة فقط ، لكن طبعا لا يوجد أي دليل لإدانته بتلك الجرائم .

جثث على قارعة الطريق

الصعود مع الغرباء لا يكون آمنا دوما ، خصوصا بالنسبة لطفل أو امرأة ، فكل عام يعثر على مئات الجثث حول العالم بالقرب من الطرق الخارجية ، معظمها تعود لأناس قتلوا غدرا على الطريق ، وللأسف فأن أغلب تلك الجرائم تقيد ضد مجهول . بالطبع ليس جميع الضحايا قتلوا على يد سائقي شاحنات ، لا بل أن بعض سائقي الشاحنات قد يكونون هم أنفسهم من بين الضحايا ، فجرائم الطريق تحدث أيضا لغرض التسليب ، خصوصا في المناطق النائية والمعزولة . لكن نسبة كبيرة من الجثث تكون لنساء جرى اغتصابهن وقتلهن على أيدي بعض السواق المنحرفين من أمثال روبرت ، ومعظم هؤلاء النسوة لم يجري اختطافهن بل صعدن إلى الشاحنات بملء إرادتهن ، ففي بعض دول العالم هناك نساء مختصات بالسفر مع سائقي الشاحنات ، العديد منهن فتيات هاربات من منازلهن وليس لديهن مكان يأوين إليه ، لذا فأن الشاحنة بالنسبة إليهن تكون وسيلة للحصول على بعض المال والطعام وقسط من النوم . وطبعا السائق يحصل بالمقابل على الجنس ، غالبا من دون أن يدفع ولا قرش ، لأن بإمكانه فعل ما يشاء بهؤلاء الفتيات ، فهن هاربات وليس لديهن من يسأل أو يدافع عنهن ، وعندما يمل منهن يقوم برميهن على قارعة الطريق والرحيل ، وأحيانا يقتلن ، وعندما تكتشف جثة إحداهن يكون القاتل قد أصبح على بعد مئات الأميال مما يجعل ربطه بالجريمة أمرا عسيرا .

ختاما ..

أمثال ريجينا لسن بقليلات ، فتيات بعمر الورود يهربن من منازلهن فيصبحن عرضة لشتى أنواع الاستغلال من قبل وحوش بشرية على شاكلة روبرت بين رودز . وهذه الحالة موجودة في بلداننا الشرقية أيضا لكن نادرا ما يتكلم عنها أحد .. فكم من فتاة بريئة ضاعت بسبب مشاكل العائلة والزواج الإجباري وطغيان رجال الأسرة والحب الممنوع .. وكم من فتاة في طريقها للضياع بسبب تعرضها يوميا للاهانة والظلم والاعتداء وسلب الحقوق من دون أن ينبس أحدهم بحرف ... فالبيوت أسرار ، وكل شيء إلا الشرف .. خصوصا حينما يكون موجودا في أقذر منطقة بالجسد .. بين الفخذين ! .

الخميس، 23 أكتوبر 2014

لغز مستشفى عرقة


لماذا بقي مهجورا كل تلك السنين ؟ ..
قد يتساءل بعضكم الآن .. ماذا ؟! .. ( مستشفى عرقه ) .. سخيف .. أنا لم اسمع عنه من قبل .. مللنا من هذه التفاهات .. بل كفى تلفيقا وكذبا ..
لكن مهلا عزيزي القارئ .. هل يعقل انك لم تسمع عنه وأنت تقلب صفحات مواقع الرعب والغرائب ..
حسناَ .. لا مشكلة .. سنأخذك معنا في رحلة قصيرة لنتعرف معا على هذا المستشفى المهجور ونميط اللثام عن الخفايا والأسرار المحيطة به من كل صوب وحدب .. سنحدثك عن قصص الرعب الكثيرة التي تناقلتها الألسن عنه ، بعضها قابل للتصديق ، وبعضها هراء يرمى عرض الحائط .. لكن بغض النظر عن الحقيقة .. فقد تحول هذا المستشفى إلى علامة فارقة في أدب الرعب العربي وأصبح محل جدل في المجتمع السعودي ..
فتعال معنا عزيزي القارئ لكي نغوص في أعماقه المظلمة ونكتشف ألغازه وخباياه .

ما هي قصة المستشفى ؟

صورة للمستشفى من الخارج ..
مهما قيل ويقال عن المستشفى فقصته واحده وهو انه مستشفى مهجور حاليا يوجد في مدينة الرياض ، تم الانتهاء من بنائه عام 1987 من قبل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الراحل رفيق الحريري من أجل التبرع به لصالح وزارة الصحة السعودية . طبعا هذه الرواية لا يوجد ما يؤكدها ، فبيان وزارة الصحة السعودية الرسمي حول المستشفى يشير : " إلى أنه أنشئ قبل عدة سنوات كمستشفى خاص، ولكنه لم يشغل في حينه " .
وبغض النظر عن الجهة التي شيدت المستشفى فأن يبدو للوهلة الأولى كالقصور الفارهة وعندما تدخل سوف تذهل بالديكور المثير للإعجاب و بالمساحة الكبيرة و بالفخامة الهائلة له ...
المستشفى يتكون من ثمانية ادوار ، وهو كامل ومتكامل بكل الأجهزة والمصاعد والإنارة والكهرباء متوفرة بالمستشفى إلى الآن .
وهنا يثور سؤال وجيه .. فإذا كان المبنى متكامل وجاهز للعمل فلماذا بقي مهجورا كل تلك السنين ؟ ..
هل احتل الجن هذا المبنى حقا ؟ ..
والجواب يكمن ببساطة في كون مالكه لم يسجل تبرعه بالمبنى لصالح وزارة الصحة السعودية قبل وفاته ، ورفض الورثة التنازل عن المبنى ما لم يحصلوا على ثمن الأرض وتكاليف البناء خصوصا بعد أن شهدت المنطقة التي يقع فيها المستشفى تمددا وازدهارا عمرانيا مما رفع من قيمة الأرض التي ينتصب فوقها . وعلى مر السنين فشلت جميع الجهود لحل مشكلة المستشفى فبقي متروكا مهجورا يلفه الخراب والغموض وظهرت بالتدريج شائعات وقصص كثيرة عنه تزعم بأن الجن قد اتخذوا منه مسكنا لهم وأنهم هم السبب في إفشال جميع المساعي لتشغيله وتأهيله .
بداية الشائعات كان مصدرها سكان المنطقة المجاورين للمستشفى ، فهؤلاء ابلغوا عن وجود أصوات وضوضاء قادمة من المستشفى وأنوار تضاء وتطفأ والسنة لهب تخرج من بعض النوافذ ، هؤلاء السكان ظنوا في البداية أن هناك أحدا داخل المستشفى ليعبث فيه ، لكن عندما تحضر الشرطة يفاجأ الجميع أن المستشفى خالي من أي شيء . والشيء الأكثر غرابة من كل ذلك انه في بعض أيام شهر رمضان المبارك يصدح صوت عذب وجميل ومرتفع من المسجد التابع للمستشفى ، لكن لمسجد مغلق تماما ولاستطيع احد الدخول إليه ! .
وكما يحدث في كل مكان في العالم ، فأن قصص الجن والأشباح والعفاريت تستهوي الكثير من الناس ، خصوصا الشباب الباحث عن المغامرة ، فهؤلاء يجدون في هذا النوع من القصص تحديا لشجاعتهم ووسيلة لتأكيد قوة وصلابة عزيمتهم وشكيمتهم . وهكذا فقد تحول المستشفى إلى فرصة ذهبية للاستكشاف والمغامرة وتكاثر زواره سرا وعلانية لكي يتأكدوا بأنفسهم مما يدور حوله من أقاويل وشائعات .
وإليك عزيزي القارئ عينة على تلك القصص ..
ذهبوا للمستشفى في وقت متأخر من الليل ..
يقال بأن خمسة شباب كانوا يقودون في شوارع العاصمة السعودية الرياض وكان الملل ظاهرا عليهم في ذاك الوقت المتأخر من الليل فقال صديقهم الذي كان يقود السيارة ما رأيكم لو قطعنا هذا الملل وذهبنا لمستشفى "عرقة " ، فراقت لهم الفكرة كونهم شباب مراهقين ، فذهبوا وأوقفوا سيارتهم في موقف السيارات وتوجهوا إلى المبنى المهجور بحثا عن مدخل ، ولم يطل بحثهم كثيرا ، إذ سرعان ما عثروا على باب مكسورا جزئيا فدخلوا عبره وكل واحد منهم يتظاهر بالشجاعة .
الشباب أخذوا يبحثون عن أي شيء غريب ، ولما لم يجدوا شيئا في الطابق الأرضي صعدوا للطابق الثاني وبدءوا البحث فيه ، وتحمس أحدهم فقال سوف أصعد للطابق الثالث وانتم استكشفوا هذا الطابق ، فصعد وناداهم بعد برهة قصيرة بصوت فيه شيء من الخوف ، فصعدوا إليه على عجل فأخذهم إلى غرفة الغريب فيها أنها كانت نظيفة تماما وروائح سوائل التنظيف تفوح منها وشد انتباههم كوب شاي كان ساخناَ كأنه صب للتو ثم سمعوا صوت أقدام فهربوا وكانوا يسمعون زمجرة خلفهم لكنها بدأت تختفي عندما نزلوا الدرج عائدين إلى الطابق الثاني .
داخل المستشفى ..
الشباب توقفوا قليلا ليلتقطوا أنفاسهم ، وأحدهم حاول الاتكاء على الجدار من شدة الإعياء ، فإذا به يفاجأ بوجود بابا كبيرة خلفه وفوقها لافتة مكتوب عليها ( ثلاجة الموتى ) ، وكانت هناك نافذة في بدن ذلك الباب ، فنظر الشاب عبرها إلى الداخل ، وصاح سريعا بزملائه بصوت مرعوب : انظروا !! .. فنظر الجميع إلى داخل الثلاجة عبر تلك النافذة وشاهدوا ظلالا لأناس يتمشون وسمعوا أصوات كثيرة كأنهم واقفين في سوق أو مكان مزدحم لكنهم لم يروا أي شخص باستثناء تلك الظلال ، ثم سمعوا صرخة مدوية وشاهدوا ثلاثة ظلال داكنة تركض نحوهم ففروا هاربين ، لكن أحدهم بدأ يصرخ طلبا للنجدة كأنما أحدهم أمسك به ، فعاد الشباب وأمسكوا بقدم صاحبهم وراحوا يسحبونهم بقوة حتى خلصوه وهم لا يعلمون من الذي يمسك به ويجره إلى الطرف الآخر ثم هرعوا نحو السلم نزولا إلى الطابق الأرضي حيث راحوا يركضون كالمجانين في ممر طويل نحو الباب المؤدي إلى خارج المستشفى ، وفيما هم يركضون خرجت عليهم فجأة من إحدى الردهات امرأة عجوز ملامحها غريبة فقالت لهم وهي تصرخ : ( لقد أيقظتم حيواناتي ! .. اخرجوا ) .. فأغمي على واحد منهم وحملوه وهربوا وأرجلهم تسابق الريح .
الشباب خرجوا من المستشفى عبر الباب المكسور وهم يتعثرون في خطواتهم من شدة الرعب ثم ركضوا نحو موقف السيارات لكن قابلهم رجل امن في ساحة المستشفى فأوقفهم وصاح بهم : ماذا تفعلون هنا بهذا الوقت ؟ .
الشباب شعروا ببعض الراحة لرؤية رجل الأمن وقالوا : سمعنا بأن هنالك جن فأردنا أن نتأكد .. وياليتنا لم نفعل ..
ظهرت لهم عجوز ملامحها غريبة ..
فأخبرهم رجل الأمن بأن يجب عليهم الذهاب وعدم العودة إلى هنا أبدا . والشيء الغريب الذي يرويه الشباب أنهم حاولوا تلطيف الأجواء مع الرجل من خلال المزاح معه لكنه كان لا يضحك ولا يتبسم ولا يغير من نظراته نحوهم !! .
الشباب اتجهوا نحو موقف السيارات حيث ركبوا سيارتهم وخرجوا بها مسرعين إلى الشارع العام المحاذي للمستشفى ليجدوا أنفسهم وجها لوجه مع دورية شرطة . ضابط الدورية أوقف الشباب وطلب هوياتهم ثم سألهم عن سبب تواجدهم في هذا المكان بهذه الساعة ، فأخبروه بأنهم جاؤوا للمستشفى ليتأكدوا من القصص التي تدور حوله واعتذروا لأنهم لم يكونوا يعلمون بأن الدخول إلى المستشفى ممنوع إلا بعد أن أخبرهم بذلك رجل الأمن المسئول عن حراسة المستشفى الذي قابلوه في الساحة .
فتعجب الضابط من كلامهم أشد التعجب وأخبرهم بأنه لا يوجد رجل أمن في المستشفى وأن المبنى مهجور تماما ولا يوجد به أحد مطلقا .
عشرات الشباب اقتحموا المبنى المهجور ..
حين سمع الشباب كلام الضابط كاد أن يغمى عليهم من الخوف وأقسموا بأنهم شاهدوا رجل أمن في ساحة المستشفى ، فذهب الضابط معهم للتأكد من كلامهم ، لكنهم لم يجدوا أي أحد وكان المكان فارغا تماما .
في الحقيقة هذه تعد أشهر قصة في المجتمع سعودي عن المستشفى حيث أثارت جدلا واسعا مما دفع العشرات من الشباب لعقد اتفاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام المستشفى .
وفعلاَ حدث وان قام عشرات الشباب بمداهمة المستشفى وإشعال النار والألعاب النارية وإحداث خراب فيه مما حوله حقاَ إلى مستشفى مهجور بمعنى الكلمة وتجمهر الناس حوله وقام بعضهم بتكسير النوافذ الزجاجية والأجهزة الحديثة فيه مما دفع السلطات السعودية لإغلاقه تماماَ من كل النواحي .

هل المستشفى مسكون حقا ؟ ..

قد لا تكون الاضواء والاصوات سوى من عبث العابثين بالمبنى ..
يبدو الرد على هذا السؤال صعب جدا شأنه شأن جميع الأسئلة التي تثور حول الأماكن المسكونة والجن والأشباح ، ببساطة لأن هذه الأمور لا يمكن تأكيدها أو نفيها أبدا بما أننا نتحدث عن الغيبيات والكائنات الأثيرية الخفية عن الأعين . لكن كما يقال .. لا يوجد دخان من غير نار .. وأنا برأيي فأن جميع القصص التي تدور حول المبنى مصدرها هو السكان المجاورين للمستشفى ، هؤلاء حتما شاهدوا أنوار وسمعوا أصوات قادمة من داخل المستشفى ، لكن ليس شرطا أن تكون تلك الأنوار والأصوات صادرة عن الجن ، لا ننسى بأن المبنى كبير ومهجور ، ومثل هذه الأماكن لا تعدم المتطفلين من البشر لأسباب شتى .. حب استكشاف .. سرقة .. سهرات ماجنة .. تعاطي مخدرات .. هذه كلها أمور واردة .. مع أني أرجح الاحتمال الأول ، أي حب الاستكشاف والمغامرة ، فرؤية هذا المبنى الفخم والضخم تثير الفضول حتما حول سبب بقاءه خاليا لسنوات طويلة وتدفع بالكثيرين لمحاولة التسلل إلى داخله لاستكشاف خباياه والتأكد من حقيقة القصص التي تدور حوله ، وأكثر هؤلاء المستكشفين يأتون طبعا تحت جنح الظلام ، ولكي يجدوا طريقهم داخل المستشفى لابد من أنهم يستعملون الكشافات اليدوية أو مصابيح الموبايلات ، أو حتى مصابيح المستشفى إذا كانت هناك كهرباء فعلا داخل المبنى . وهذا برأيي هو التفسير الأكثر ترجيحا للأنوار التي يراها السكان المجاورين للمستشفى ، أما الأصوات فهي ناتجة حتما عن عبث بعض أولئك المستكشفين بأثاث وأغراض المستشفى أو قيامهم بتكسير الأبواب وتهشيم الزجاج .
هل هذا معناه بأنه لا يوجد جن في المستشفى ؟ ..
لا نحن لم نقل ذلك .. الله أعلم .. فالمعروف أن الجن والكائنات الأثيرية تميل للسكن في الأماكن المهجورة ، وللعلم فأن قصص المستشفيات والمصحات المسكونة منتشرة في جميع أنحاء العالم ، خصوصا في الولايات المتحدة وانجلترا .
وقد يكون المبنى مسكون حقا بالجن .. من يدري ؟ ..

الأحد، 19 أكتوبر 2014

عائد من الجحيم


ذهب إلى الجحيم وعاد بقصة أغرب من الخيال ..
لم يتوقع الأطباء أن يعيش هاري هويت سوى لسويعات قليلة ، فهذا الشاب الثلاثيني كان غائبا عن الوعي ويعاني جروحا خطيرة حينما أتوا به إلى المستشفى على أثر انقلاب سيارته على أحد الطرق السريعة ، كانت حاله حرجة فتم وضعه في العناية المركزة مع أمل ضئيل بنجاته .
يصرخون ويتوسلون عبثا طلبا للرحمة ..
لكن هاري تمسك بالحياة وفاجأ الجميع حينما استفاق من غيبوبته بعد بضعة أيام . بدأ جسده يتعافى سريعا ، وسرعان ما استعاد قدرته على الكلام .. وليته لم يفعل .. إذ راح يهذي بأمور يصعب تصديقها ، زاعما بأنه مات خلال الفترة التي غاب فيها عن الوعي . قال بأن روحه غادرت جسده ليجد نفسه واقفا على حافة وادي واسع عميق يموج بالحمم والنيران ويعج بما لا يحصى عدده من الناس من مختلف الأعمار والأجناس والمشارب وكلهم يصرخون ويبكون ويتوسلون من دون أن يلتفت إليهم أحد ، يحيط بهم زبانية من شياطين الجن ، ضخام مرعبين ، يسومونهم سوء العذاب بلا توقف ولا كلل .
وفيما هاري واقف هناك يرتعد رعبا وهو يراقب تلك المناظر الرهيبة ، إذ بأربعة من أولئك الزبانية الضخام يقبلون عليه وفي يد كل منهم سلسلة طويلة وغليظة ، فأراد الهرب منهم لكنه عجز عن الحركة لسبب ما ، وما أن وصلوا إليه حتى صرخوا فيه صرخة مدوية ارتجت لها جنبات ذلك الوادي ثم رموا سلاسلهم نحوه فقبضوا على أطرافه وأخذوا يسحبونه معهم إلى قعر ذلك الوادي وهم يتوعدونه بالويل والثبور .
في تلك اللحظة فقط أدرك هاري بأنه مات ، ومرت حياته بأسرها أمام عينيه كأنها شريط سينمائي ، كانت متخمة بالذنوب والآثام ، فأيقن بأنه من أهل الجحيم ، وأخذ يصرخ ويولول على نفسه من دون أن يهتم له أحد ... ففي ذلك الوادي الرهيب الكل يصرخ ، والكل يتوسل ، والكل يولول ... " ولات حين مناص " .
الزبانية مضوا بصاحبنا هاري إلى داخل ذلك الوادي حتى وصلوا إلى حفرة تشرأب منها ألسنة اللهب كالأفاعي ، كأنها فوهة بركان صغير ، فأدرك هاري بسرعة بأنها حفرته ، فلكل شخص في ذلك الوادي حفرة خاصة به ، ودفعه الزبانية إلى داخل الحفرة ثم راحوا يعذبونه بأشد ما يكون العذاب ، وكلما اهترأ وتمزق جلده من شدة الحرق والضرب كسوه بجلد جديد .
كلما احترق جلده كسوه بجلد جديد ..
لم يعرف هاري كم مكث في تلك الحفرة اللعينة ، أحس بأنه لبث فيها دهرا وبأن عذابه لن ينتهي أبدا ، لكن فجأة ، ومن اللامكان ، ظهرت يد بيضاء مجهولة قبضت على رقبته ثم سحبته من تلك الحفرة وطارت به بعيدا عن ذلك الوادي الرهيب . وكان آخر ما يتذكره هاري عند خروجه من الوادي هو منظر أولئك الزبانية وهم يطيرون خلفه محاولين اللحاق والإمساك به ليعيدوه معهم ، وقد كادوا بالفعل أن يصلوا إليه ، فأغمض عينيه من شدة الرعب ، وحين فتحها مجددا وجد نفسه وقد عاد إلى المستشفى ممددا على سرير غرفة الإنعاش .
قصة هاري كانت غريبة بحق ، لهذا لم يصدقها أحد ، وظن الجميع بأن الإصابة قد أثرت على عقل الرجل .
لكن غرابة القصة لا تنتهي هنا .. فبعد فترة جرى تسريح هاري من المستشفى لتحسن حالته الصحية ، فمضى الرجل إلى بيته محاولا تناسي ما جرى والبدء بحياة جديدة مستقيمة وصالحة . لكن بعد حوالي الأسبوع أتصل جيران هاري بالشرطة وهم يشتكون من صوت موسيقى مرتفع قادم من منزله .
الشرطة أتت إلى المنزل وطرقت الباب فخرج إليهم هاري وهو شاحب الوجه بادي الفزع ، وحين استفسروا منه عن سبب الضوضاء القادمة من منزله أخبرهم والرعب مرتسم على وجهه بأن زبانية الجحيم أتوا إلى منزله ليعيدوه معهم إلى جهنم ، وبأن الوسيلة الوحيدة لتخويفهم وإبقائهم بعيدا هي بتشغيل الموسيقى وإبقاء صوتها مرتفعا ! .
بالطبع لم يصدق رجال الشرطة هذا الهراء ، ظنوا بأن الرجل يعاني من لوثة عقلية ، وأصروا على أن يخفض صوت الموسيقى لكي لا يزعج جيرانه وهددوه بأنهم سيلقون القبض عليه لو عادوا مرة أخرى ، فأضطر مجبرا إلى إطاعتهم وغادر رجال الشرطة بعد أن تأكدوا من قيامه بخفض صوت الموسيقى .
لكن لم تمضي سوى ساعات حتى أتصل الجيران بالشرطة ليشتكوا مجددا من صوت الموسيقى المرتفع القادم من منزل هاري . ومرة أخرى حضر رجال الشرطة ، هذه المرة دقوا الباب بعنف ، وحين تأخر الرد عليهم كسروا الباب ..
صورة هاري هويت وقد احترق جسده ..
في الداخل عثروا على هاري ممددا على الأرضية وهو جثة هامدة ، كانت الحروق تملأ جسده حتى أنه تحول إلى كتلة سوداء مشوهة ، وعلى الجدار خلفه كانت هناك استغاثة مكتوبة بالدم تقول : " أنا في الجحيم .. رجاءا ساعدوني " .
صورة جثة هاري المحترقة سرعان ما تسربت للصحافة وتم نشرها في الجرائد والمجلات . وفي الحقيقة فأن تلك الصورة هي الدليل الوحيد على صحة هذه القصة ، مع أني شخصيا لم أفهم كيف مات هاري وذهب إلى الجحيم ثم سمحوا له بالخروج ! .. ولماذا لاحقوه بعد ذلك ليعيدوه إلى الجحيم ؟ . ربما أنت أيضا تستغرب هذه القصة عزيزي القارئ ، لكن هناك من يؤمن بأن قصة هاري وقعت فعلا وأن الغرض الفعلي منها هو إعطاء لمحة لبني البشر عما ينتظرهم في العالم الآخر ليتداركوا أنفسهم بالصلاح والاستقامة . ومثل هذه القصص منتشرة بكثرة على النت ، أبطالها أناس من جنسيات وأديان وثقافات مختلفة زعموا بأنهم ماتوا وغادرت أرواحهم إلى العالم الآخر فشاهدوا الجنة أو النار . وتندرج هذه القصص والتجارب تحت مسمى تجارب الاقتراب من الموت (Near-death experience ) .
فيرونيكا بارثيل اليوم ..
ودعونا نأخذ عينة أخرى من تلك القصص الشبيهة بقصة هاري ، أي تلك التي تتحدث عن الجحيم . ففي ذات يوم من عام 1981 كانت الألمانية فيرونيكا بارثيل – 22 عاما – تقود سيارتها على أحد الطرق الخارجية عائدة إلى منزل جدتها من حفل صاخب أقامه بعض الأصدقاء . كان الجو سيئا في ذلك اليوم ، كانت تمطر بشدة وهناك صواعق تلوح بالأفق من حين لآخر ، وللأسف فأن إحدى تلك الصواعق ضربت سيارة فيرونيكا .
فيرونيكا وصفت ما حدث قائلة بأن زجاج سيارتها أخذ يشع بنور أبيض ساطع وراودها أحساس قوي بأنها ماتت ، لكن لشدة دهشتها فأن روحها لم تغادر السيارة ، بل تسمرت في مقعد القيادة وهي تمسك بالمقود بيديها المحروقتين ، وانطلقت السيارة فجأة من تلقاء نفسها داخل نفق مظلم أشبه ما يكون بمجرى نهر عميق ، وانتهت الرحلة سريعا عند بوابة ضخمة مكتوب عليها عبارة : " أهلا بكم في الجحيم " ! .
عند البوابة ظهرت كائنات مخيفة أخذت فيرونيكا معها إلى ما يشبه حجرة الانتظار ، هناك رأت فيرونيكا الكثير من الناس وهم يضجون بالبكاء ويتوسلون بينما تلك الكائنات المخيفة تقودهم إلى معبر كالجسر يؤدي إلى بحيرة كبيرة من النار كأنها فوهة بركان ، كان الناس يساقون إلى تلك البحيرة ليتم إلقائهم فيها ، وكانت صرخاتهم المشبعة بالألم واليأس تبث الرعب في النفوس ، والعجيب أن كل واحد منهم كان مشغول بنفسه لا يلتفت ولا يبالي لمن حوله حتى لو كانوا أهله أو أولاده .
الهواء كان ثقيل جدا في ذلك المكان ومشبع برائحة كريهة لا تطاق ، وهناك ما لا يعد ولا يحصى عدده من الأفاعي والثعابين المخيفة وهي تسعى فوق كل شبر من أرض تلك المحرقة العظيمة ، وهناك أيضا كهوف حمراء كالأفران يدفع إليها الناس بالقوة ، وعلى باب كل كهف يقف أحد تلك الكائنات المخيفة وهو ممسك برمح طويل يرمي به كل من يحاول الهرب ، وهو لا يخطئ هدفه أبدا ، الطعنة من رمحه تسبب آلاما يعجز اللسان عن وصفها .
الجيد في قصة فيرونيكا هو أن بقائها في الجحيم لم يستمر طويلا ، إذ وجدت نفسها بقدرة قادر وقد عادت إلى سيارتها ، لكنها كانت موقنة بأن ما شاهدته لم يكن حلما ، فآثار الحروق كانت تغطي يدها ومعظم أجزاء السيارة البلاستيكية كانت قد ذابت .
قصة فيرونيكا ليست نادرة ولا فريدة في عالم تجارب الاقتراب من الموت ، فالكثيرون زعموا مثلها بأنهم زاروا الجحيم ، لكن تجربة البروفيسور الأمريكي هوارد ستورم مختلفة بعض الشيء ، فهو لم يصل إلى الجحيم .. لكنه كان في طريقه إلى هناك ! .. وتعد تجربته واحدة من أشهر تجارب الاقتراب من الموت حيث نالت تغطية إعلامية واسعة وجعلت من بطلها ضيفا على العديد من البرامج التلفزيونية الشهيرة مثل برنامج أوبرا وينفري .
البرفيسور ستورم مع زوجته ..
تبدأ قصة البروفيسور ستورم عام 1988 حين كان يعمل أستاذا للفنون في جامعة كنتاكي الشمالية ، كان ملحدا حد النخاع آنذاك ومعروف عنه بأنه شخص عصبي وخشن في تعامله مع الآخرين . وفي شهر حزيران / يونيو من ذلك العام سافر البروفيسور مع مجموعة من طلابه في رحلة ميدانية إلى فرنسا ورافقته زوجته .
خلال تلك الرحلة ، وأثناء جولة في باريس ، سقط البروفيسور ستورم فجأة مغشيا عليه وتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى . هناك تم تشخيص حالته على أنها ثقب في الإثناعشري ، ربما نتيجة لقرحة ، وكانت هناك حاجة فورية لعملية جراحية ، لكن لسوء حظ البروفيسور فقد صادف دخوله المستشفى يوم عطلة ولم يكن هناك كادر طبي لإجراء العملية ، لذلك كان على البروفيسور أن ينتظر حتى اليوم التالي وهو يعاني آلاما مبرحة لدرجة أنه تمنى الموت ... لا بل أيقن أنه ميت .. فودع زوجته ثم أغمض عينيه وغاب عن الدنيا .
يقول البروفيسور ستورم بأنه فتح عينه مجددا ليجد نفسه واقفا وسط الغرفة التي كان يرقد فيها بالمستشفى ، كان الألم قد غادره تماما وشعر بنشاط وقوة مفرطة في أحاسيسه ، ولشدة دهشته فأن جسده كان ما يزال راقدا على السرير من دون حراك ، وإلى جانب السرير كانت زوجته تبكي وتنتحب بحرقة ، فحاول أن يكلمها ويهدأ من روعها ، لكنها لم تكن تسمعه ، وكان واضحا أنها لا تستطيع رؤيته .
اشخاص غرباء يقفون بأنتظاره ..
وبينما هو يقف هناك حائرا لا يدري ماذا يفعل سمع فجأة صوتا يناديه ، فتتبع الصوت إلى خارج الغرفة ليشاهد بضعة أشخاص غرباء يقفون بانتظاره في الرواق ، كانوا يرتدون ملابس سوداء ووجوههم شاحبة جدا ، وكانت نظراتهم غير مريحة ، أخذوا يلحون عليه في أن يمضي معهم عبر الرواق المظلم ، ثم صاروا يدفعونه ليجبروه على السير ، وأدرك البروفيسور سريعا بأن أولئك الأشخاص ينوون به شرا ، فسألهم من أنتم ، فأخبروه بأنهم أتوا لأجله ، وبأنهم كانوا بانتظاره منذ زمن طويل . وأثناء تكلمه معهم بدأت وجوههم تتخذ هيئات قبيحة بشعة وأصبحوا أكثر عدائية ، فصاروا يهاجمونه بوحشية لدفعه على الذهاب معهم ، أخذوا يضربونه ويعضونه ويخربشون جسده بأظافرهم وفعلوا به أمور أخرى قال البروفيسور ستورم أنه لا يستطيع التكلم عنها لدناءتها .
في تلك اللحظة الحرجة ، بينما كان الرعب يطغي ويسيطر على نفس البروفيسور ستورم بالكامل ، تناهى إلى سمعه صوت ضعيف قادم من داخله .. صوت يدعوه لذكر الله .. فأخذ البروفيسور ستورم يردد أسم الله ، ولاحظ على الفور بأن ذكر الله يجعل تلك الكائنات الظلامية تصاب بنوبة شديدة من الجنون والغضب وتبدأ بتوجيه  شتائم في غاية الفحش والبذاءة ، لكنها في نفس الوقت كانت تبتعد عنه ، وبترديد أسم الله مرارا وتكرارا اختفت تلك المخلوقات تماما وبقي البروفيسور ستورم وحيدا في الظلام الذي سرعان ما تبدد وظهرت كائنات نورانية غمرته بالمحبة والسلام .
البروفيسور تبادل الحديث لبرهة مع تلك الكائنات ثم أغمض عينه وفتحها ليجد نفسه ممددا من جديد على سرير المستشفى والممرضة تخبره بأن الأطباء قد وصلوا وسيجرون له العملية فورا .
عملية البروفيسور ستورم كانت ناجحة ، وعاد بعدها للولايات المتحدة حيث ترك الإلحاد وأصبح من اشد المؤمنين بالمعاد وبوجود الجنة والنار .
جميع البشر متعطشين لمعرفة مصيرهم بعد الموت ..
بغض النظر عن حقيقة تجربة البروفيسور والقصص الأخرى أنفة الذكر ، فهي تلقى رواجا كبيرا إلى درجة أن الكتب التي ألفها أصحاب تلك التجارب تتصدر قائمة المبيعات حتى في أكثر الدول تقدما كالولايات المتحدة الأمريكية . وهو برأيي ليس بالأمر المستغرب إذا ما عرفنا بأن جميع بني البشر بلا استثناء متعطشين لمعرفة ما سيؤول إليه أمرهم بعد الموت ، ربما لأن تلك المعرفة تساعدهم بالتغلب على خوفهم المزمن من الموت ، خصوصا وأن معظم تلك تجارب تنقل لنا صورة مشرقة ومطمئنة عن العالم الآخر ، فالروح تغادر الجسد لتجد أقاربها وأصدقاءها من الموتى يقفون بانتظارها بأذرع مفتوحة ووجوه ضاحكة مستبشرة ليأخذونها معهم إلى عالم لا يوجد فيه ألم أو حزن أو مرض أو خوف أو كراهية .. عالم رائع .. يليق بأناس رائعين .
جدير بالذكر هو أن أكثر من يروج لهذه التجارب هي الجهات والمؤسسات الدينية ، فأغلب هذه التجارب هي ذات طابع ديني بحت – ولهذا لا نتطرق لها كثيرا في كابوس - ، وهي بالأساس تخدم أغراضا وأهدافا دينية من جهة كونها تعتبر بمثابة دليل على حقيقة وجود العالم الآخر وبالتالي فهي سلاح قوي لمجادلة ومناظرة الملحدين واللادينيين . كما تتخذها الأديان والمذاهب وسيلة لإثبات أن عقيدتها هي الأصح وبأن طريقها هي الطريق الوحيدة السالكة إلى الله .
لكن حماس الجهات الدينية لهذه التجارب لا يقابله حماس مماثل من قبل العلماء ، فمعظمهم لا يرون في هذه الظاهرة سوى هلوسة ذهنية ناتجة عن احتضار الدماغ ، الأمر أشبه بإطفاء جهاز الحاسوب خاصتك ، حيث يقوم نظام التشغيل بإغلاق جميع البرامج المفتوحة وإنهاء جميع الوظائف ومسح الذاكرة المؤقتة ، وهذا هو بالضبط ما يفعله الدماغ عند موته ، يغلق أقسامه وأجزاءه ويعطل وظائفه الواحدة تلو الأخرى مما يؤدي إلى اضطراب الذهن والفكر والخيال .
لكن إذا كانت تجارب الاقتراب من الموت هي مجرد هلوسة ذهنية ، فما هو تفسير التجارب التي تمكن أبطالها من وصف أمور وأحداث وقعت بالقرب منهم بينما كانوا تحت التخدير أو غائبين عن الوعي تماما ، وهو الأمر الذي يعتبره أنصار تجارب الاقتراب من الموت خير برهان على مغادرة الروح للجسد فعلا . كما أن التشابه الكبير بالأوصاف والتفاصيل التي يرويها معظم من مروا بتلك التجارب يعد هو الآخر من الأمور المحيرة ، فالدارسين والباحثين لتلك التجارب يقولون بأن تسعة من كل عشرة أشخاص مروا بتجارب الاقتراب من الموت تحدثوا عن نفق أو ممر مظلم يوجد في نهايته نور ساطع ويؤدي إلى مكان مفعم بالسكينة والاطمئنان .

ختاما ..

لا أعلم عزيزي القارئ ما الذي ينتظرني أو ينتظرك على الطرف الآخر ، كل ما أستطيع قوله هو أن مصيري ومصيرك بعد الموت هو شأن من شؤون الخالق . لكني شخصيا أؤمن بأن الله في غاية الرحمة والكرم والعطف والمحبة والجمال ، وهو يعلم أي جحيم هذا الذي نعيشه على هذه الأرض تحت رحمة زبانية لن تجد لهم مثيلا حتى تحت ظلال شجرة الزقوم  ..
ويقيني بأن أرحم الراحمين لن يلقي بنا في الجحيم مرتين .

الأحد، 5 أكتوبر 2014

الهادئون .. كيف تصنع شبحا ؟!


البروفيسور كوبلاند مع مريضته جين ..
بروفيسور يود أثبات أن جميع الظواهر الخارقة المتعلقة بالأشباح والمس الشيطاني هي نابعة عن ذات الإنسان وليس لها مصدر خارجي , بمعنى آخر أنه لا وجود للأشباح وغيرها من الكائنات الخفية , وإنما هي مشاعر سلبية تعتمل في نفس الإنسان , كالخوف والغضب , وتتحول أحيانا إلى نوع من الطاقة الذهنية الكامنة تتجلى في شكل قدرات خارقة , كالقدرة مثلا على تحريك الأشياء بدون لمسها , أو حتى قد تتخذ أشكالا وهيئات توصف من قبل من يراها بأنها أشباح .
لإثبات صحة نظريته , يقوم هذا البروفيسور الذي يدعى كوبلاند , وبمساعدة بعض تلامذته , بإجراء تجربة علمية غريبة تتمحور حول فتاة تدعى جين تعاني من اضطراب نفسي معقد يوصف بأنه حالة مس شيطاني .
أنقر على الصورة لمشاهدة المقطع الاعلاني للفيلم ..
الغرض من التجربة هو تحفيز المشاعر السلبية لدى جين , حتى ولو بأساليب غير إنسانية , لكي تتجلى في شكل طاقة يمكن توجيهها لاحقا وتفريغها في غرض معين , كالدمية مثلا , وبتدمير ذلك الغرض يتمكن البروفسور من تخليص جين وشفائها .
هذه هي باختصار حبكة فيلم الرعب الجديد  - الهادئون (The Quiet Ones ) - الذي نزل إلى صالات السينما مؤخرا . والذي لا نود طبعا إفساد متعة مشاهدته على القارئ الكريم , لكن يمكننا القول بأن البروفيسور كوبلاند سرعان ما سيكتشف خطأ نظريته وسيجد نفسه وجها لوجه أمام قوة شريرة غاشمة ستحيل حياته , وحياة جميع من معه , إلى جحيم .

القصة الحقيقية

رمز التولبا ..
خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن المنصرم تزايد الاهتمام بعلم ما وراء النفس – باراسيكولجي – , خصوصا في الغرب والاتحاد السوفيتي , فلم يعد هذا الاهتمام مقصورا على الباحثين الهواة , بل أمتد ليشمل الحكومات , حيث أن بعض التجارب كانت تجري بأشراف أجهزة المخابرات وتحاط بسرية تامة , كما ظهرت العديد من المؤسسات والجمعيات الأكاديمية المرموقة التي قامت ببحوث وتجارب مستفيضة في هذا الجانب المبهم من العلم . ونحن اليوم سنتناول واحدة من تلك التجارب التي دار حولها الكثير من اللغط بسبب غرابتها المفرطة .
في عام 1972 كان هناك عالم رياضيات كندي لديه اهتمام بالغ بعلوم ما وراء الطبيعة , أسمه الدكتور اوين . كان من العلماء الذين يؤمنون بقدرات الإنسان الخفية المرتبطة بقوة الذهن , ولهذا قرر أن يضع إيمانه موضع اختبار من خلال تجربة علمية تتركز حول التولبا (Tulpa ) .

ما هي التولبا ؟ ..

هي باختصار شديد قدرة عقلك على صنع وإنشاء خيالات وأوهام تتخذ شكلا ووجودا حقيقيا بالنسبة لك ..
وأسمح لي عزيزي القارئ أن أسهب قليلا في شرح هذا المفهوم الصوفي البوذي القديم , لأنه قد يفسر لك بعض الأمور التي طالما أثارت حيرتك ورعبك .
التولبا يمكن وصفه على أنه وعي ثاني ينشأ داخل عقلك ويكون منفصلا عن وعيك وشخصيتك التي أعتدت العيش معها ! .. هذا الوعي الثاني قد يتجسد لك في صورة وجه مخيف في الظلمة , أو شخص مجهول يقف في زاوية غرفة نومك , أو صوت غامض يهمس في أذنك , أو صديق وهمي يصبح موضع ثقتك . وتكون لهذا الوعي شخصيته الخاصة , ميوله , ذوقه , أفكاره المختلفة عنك تماما , يمكنه أن يتحدث إليك , وأن يجادلك أو ينصحك . 
بالنسبة للآخرين سيكون وجوده مجرد خيال , وقد لا يصدقك الآخرون عندما تحدثهم عنه , وربما ظنوا سريعا بأنك لديك مشكلة نفسية أو مس شيطاني . لكنك في الحقيقة لا تعاني من أي مشكلة .. أنه وعيك الثاني .

كيف ينشأ التولبا ؟

هل جميع قصص الاشباح هي مجرد اوهام نابعة من الدماغ ..
عن طريق التركيز على فكرة معينة , مثال على ذلك الخوف الذي يشعر به معظم الناس من الأشباح والجن وقصصهم المرعبة , هذا الخوف , في حال تركزه في عقلك , وتفكيرك فيه مطولا , فأنه قد يتحول إلى واقع , فتبدأ بالشعور بأمور غير طبيعية , كأن تشعر بوجود شخص آخر معك في الغرفة .. هواء بارد يضرب وجهك .. أصوات تتحدث إليك .. حركات لا إرادية لأطرافك .. وجوه وأشكال مخيفة تطيل النظر إليك الخ .. وقد تتحول هذه الخيالات والأوهام بالنهاية , في حالة عدم تداركها , إلى اضطراب ذهني مما يدفع أهلك للاستنجاد برجال الدين والسحرة لتخليصك مما يعتقدون بأنه روح شريرة أو جن قد تلبس جسدك .
التولبا بالنسبة للصوفيين هو ارتقاء روحي , وعي ثاني يسافرون بواسطته في عالم ما وراء الجسد , لكنه بالنسبة للأشخاص العاديين قد يكون خطيرا ونتائجه وخيمة , يقال أن بعض الناس أصيبوا بالجنون بسببه , لذا أدعوك عزيزي القارئ أن لا تفكر فيه كثير وأن تكتفي بقراءة هذه النبذة المختصرة عنه .

فيليب .. الوهم الذي تحول إلى حقيقة

بالعودة إلى الدكتور أوين , فهو من العلماء الذين أمنوا بأن جميع قصص الأشباح والبيوت المسكونة مصدرها أوهام العقل البشري لا غير , ولإثبات وجهة نظره فقد عمد إلى إجراء تجربة غاية في الغرابة قائمة على أساس التولبا , أي التركيز على فكرة معين بغية تحويلها إلى واقع .
جوهر التجربة بسيط جدا , وهي أن يجتمع عدة أشخاص معا فيفكرون ويتأملون مطولا في شخصية وهمية يقومون هم أنفسهم باختراعها , ويأملون , عن طريق قواهم الذهنية , في أن تتحول هذه الشخصية إلى كائن حقيقي يتواصلون ويتفاعلون معه .
في حال نجاح هذه التجربة فأنها ستثبت بأن جميع قصص الأشباح هي مجرد أوهام بشرية .
الاشخاص الثمانية الذين شاركوا بالتجربة ..
بدأت التجربة في تورينتو الكندية , في سبتمبر عام 1972 , وشارك فيها ثمانية متطوعون لم يكن لأي منهم أي تجارب سابقة فيما يتعلق بالروحانيات والماورائيات .
هؤلاء الثمانية هم : ايريس زوجة الدكتور أوين - لورني وهو مهندس صناعي - برنيس وهي محاسبة - اندي وهي ربة منزل - دورثي وهي موظفة مكتبة - سدني وهو طالب جامعي - دكتور جويل وهو عالم نفسي - مارغريت وهي عضوة في جمعية مينسا للأشخاص فائقي الذكاء ..
إضافة طبعا للدكتور أوين الذي أشرف على التجربة .
هؤلاء اجتمعوا معا في مكان خاص تحت رعاية الجمعية الكندية للبحوث الروحانية , وكانت أولى خطواتهم هي اختراع شخصية خيالية أسموها فيليب اليسفورد وشاركوا جميعا في كتابة سيرتها الذاتية والتي كانت كالتالي :
" فيليب كان ارستقراطيا انجليزيا عاش في منتصف القرن السابع عشر في زمن اوليفر كرومويل . كان من مؤيدي الملكية , وكان كاثوليكيا متزوجا من سيدة جميلة لكنها باردة وذات مشاعر جامدة , أسمها دورثا , وهي ابنة أحد النبلاء المجاورين .
في احد الأيام أثناء تجول فيليب في ضيعته متفقدا حدودها , مر بمخيم للغجر وشاهد فتاة غجرية حسناء ذات عيون كبيرة وشعر أسود فاحم , أسمها مارجو , سرعان ما وقع صريع حبها , فجلبها معه وأسكنها سرا في أحد أبراج الحراسة بالقرب من الإسطبلات في ضيعة ديدنغتون حيث تسكن عائلته .
لبعض الوقت نجح فيليب في أبقاء عش غرامه سرا , لكن في نهاية المطاف شعرت دورثا بأنه يخفي شيئا ما في الضيعة , وعثرت أخيرا على مارجو في البرج فاتهمتها بسرقة زوجها عن طريق السحر والشعوذة . وللأسف فأن فيليب كان خائفا على سمعته فلم يشهد لصالح مارجو أثناء محاكمتها , وهكذا تمت أدانتها بممارسة السحر وقاموا بإحراقها على العصا .
فيليب صار كئيبا ويأكله الندم لأنه تخلى عن مارجو ولم يحاول الدفاع عنها , وراح يذرع الأسوار المحيطة بضيعته في يأس وحزن . وفي صباح أحد الأيام عثروا على جثته أسفل تلك الأسوار , يبدو أنه ألقى نفسه خلال نوبة ألم وندم " .
ولإسباغ المزيد من الواقعية على شخصية فيليب فقد قام أفراد المجموعة برسم صورة تخيلية له بقلم الرصاص .
الصورة الخيالية التي رسموها لفيليب ..
الآن وقد أصبح كل شيء جاهر , أي أصبحت الشخصية لديها أسم وتاريخ وسيرة ذاتية وصورة .. فقد آن الأوان للشروع بالخطوة التالية , أي محاولة تحويل الوهم والخيال الذي اخترعوه بأنفسهم إلى حقيقة ! .
المجموعة أخذت تجتمع أسبوعيا في جلسات طويلة كانوا خلالها يضعون صورة فيليب التخيلية على الطاولة ثم يبدءون بالحديث عنه ..  حياته , عائلته , تصرفاته , الأحداث التاريخية التي عاصرها الخ .. وتخللت هذه الجلسات فترات من التأمل هدفها تركيز شخصية فيليب في عقولهم ووعيهم حتى يتحول إلى حقيقة .. إلى شبح .. يمكن التواصل معه .. وحتى رؤيته !.
هذه الجلسات استمرت لمدة سنة تقريبا من دون أن تثمر عن أي شيء , البعض منهم قالوا بأنهم أحسوا أحيانا بوجود قوة أو طاقة مجهولة معهم في الحجرة , والبعض منهم قالوا بأنهم صورة فيليب الحية تجسدت في أذهانهم , لكن باستثناء هذه الأحاسيس فأن أي أمر آخر خارج عن نطاق المألوف لم يقع .
عند هذه المرحلة , بعدما بدأ اليأس يدب في القلوب , تقدم أحد علماء النفس البريطانيين بنصيحة للدكتور أوين ومجموعته في أن يغيروا إستراتيجيتهم , طلب منهم أن يوفروا جوا يكون أكثر إقناعا للعقل بفكرة وجود الأشباح , أي تماما كما يحدث في جلسات تحضير الأرواح التي يعقدها الوسطاء الروحانيين , حيث الأنوار خافتة , والجميع يتحلقون حول طاولة وهم يضعون أيديهم فوقها , مع وضع صورة للشخص المراد الاتصال به وبعض الأغراض التاريخية التي تعود للحقبة التي عاش فيها .
وبالفعل .. لم يطل الأمر بالمجموعة حتى حصلوا على نتيجة مدهشة , فخلال أحدى تلك الجلسات سمعوا فجأة طرقا قويا على الطاولة التي كانوا يجلسون حولها , كانوا متأكدين تماما بأن مصدر الصوت لم يكن أيا منهم , فأيديهم كانت موضوعة فوق الطاولة ..
من أين أتى الطرق إذن ؟ .. تساءلوا وهم ينظرون إلى بعض باستغراب , ثم تجرأ أحدهم وقال بصوت واضح مسموع : " هل فيليب معنا في الحجرة ؟ " . فجاء صوت الطرق مؤكدا , هذه المرة كان أقوى وأكثر وضوحا من السابق وأحس الجميع بوقعه على الطاولة .
الأمر المحير هو أن ما حدث لم يكن مجرد وهم وهلوسة جماعية كما هو الهدف من التجربة , بل كان هناك صوت حقيقي سجلته الأجهزة الصوتية الموجودة في الحجرة بوضوح .
يقوم بتحريك الطاولة ..
خلال الجلسات التالية توصل أفراد المجموعة إلى طريقة بسيطة للتواصل مع الشبح , كانوا يطرحون عليه الأسئلة , ويتلقون الأجوبة على شكل طرقات , طرقة واحدة تعني نعم , وطرقتان معناها كلا . وبهذه الطريقة استطاعوا أن يعرفوا المزيد عن حياة فيليب . غير أن أعضاء المجموعة لاحظوا بسرعة أن كل المعلومات التي جمعوها لم تخرج عن نطاق ما كانوا يعرفونه أصلا عن فيليب وعن الحقبة التي عاش فيها , مما دفعهم للاعتقاد بأن مهما كان ذلك الكيان الذي يتواصل معهم فهو في حقيقة الأمر يتغذى في أجوبته على ما يدور في أذهانهم .
الأمر الغريب الآخر هو أن الطرق كان يختلف من سؤال لآخر , كأنه تعبير عن شخصية ذلك الكيان المجهول الذي يتواصلون معه , أحيانا يكون متحمسا , وتارة يكون متردد أو بطيئا , وحينا يكون غاضبا , خصوصا عندما يطرحون عليه سؤالا يخص زوجته دورثا .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد , بل راح يزداد غرابة , فخلال الجلسات التالية بدأ فيليب باستعراض المزيد من قواه الخارقة , أصبح يتحكم بإنارة الغرفة , يطفئها ثم يعيدها عندما يطلبون منه ذلك . وأخذت الطاولة التي يجلسون حولها تتحرك من تلقاء نفسها , تطفو أحيانا في الهواء أو تنقلب وتسير وتتراقص في أرجاء الحجرة , حتى أنها قامت مرة بحجز أحد أفراد المجموعة وراء قوائمها الأربعة . أحيانا كانوا يشعرون بتيار هواء يضرب وجوههم , كان فيليب يوقف الهواء ويرسله حسب طلبهم , وفي إحدى المرات صنع زوبعة صغيرة فوق الطاولة , وفي مرة أخرى ظهر ضباب أبيض في منتصف الطاولة ثم أخذت الطاولة ترتفع في الهواء وتتحرك في أرجاء الغرفة .
ولمنع أي تلاعب أو خداع تم بث كاميرات دقيقة في أرجاء الغرفة لمراقبة أيدي وأقدام أعضاء المجموعة .
سرعان ما نالت التجربة شهرة واسعة , فتم تصويرها من قبل بعض المحطات التلفزيونية آنذاك , ولحسن الحظ لم يكن فيليب شبحا خجولا , إذ كان يوافق على عرض قدراته أمام الكاميرا والجمهور . ولازالت بعض التسجيلات الأصلية موجودة على النت .
نجاح تجربة فيليب المنقطع النظير , شجع بقية العلماء والباحثين على تكرارها . ففي عام 1974 قام فريق آخر باختراع شخصية خيالية جديدة هي ليليث , وهي ممثلة كوميدية وجاسوسة فرنسية . فريق آخر اخترع سبستيان , وهو كيميائي من عصر النهضة , وهناك أيضا اليكس , وهو رجل قادم من المستقبل ! ..
العجيب أن جميع هذه التجارب حققت نفس النتائج التي حققتها تجربة فيليب .

ما هو تفسير ما حدث ؟

انقر على الصورة لمشاهدة فيلم وثائقي حقيقي عن التجربة ..
هذا هو السؤال الذي حير ودوخ الكثير من العلماء والباحثين , كيف تحول الخيال المحض إلى واقع متجلي بهذه الصورة الغريبة , وفي محاولة لتفسير ما حدث ظهرت عدة نظريات , منها :
- أن التجربة برمتها لا تثبت شيء , ولا تعدو عن كونها هلوسة جماعية , كما أنها لم تجري في جو مختبري مسيطر عليه لإبعاد احتمالية وجود خداع واحتيال .
- إن التجربة ناجحة وتثبت فعلا بأن جميع قصص الأشباح والكائنات الماورائية هي في حقيقة الأمر نتاج القدرات الذهنية الخفية لأدمغتنا . أي أن ما نتصوره في عقولنا عن الأشباح والجن هو نفسه الذي يتجلى لنا بالصوت والصورة , والدليل على ذلك هو التشابه الكبير بين جزئيات معظم قصص البيوت المسكونة والمس الشيطاني .
- أخيرا فهناك من يرى بأن التجربة , وعلى العكس مما أراده الدكتور اوين وفريقه , تثبت احتمالية وجود الكائنات الماورائية ولا تنفيها . وأن حقيقة ما حدث هو أن كائن حقيقي من العالم الآخر , شبح أو جني , استغل الجو الذي خلقته التجربة فأراد التلاعب بأعضاء الفريق . والدليل على ذلك هو أنه لم يعطهم أي معلومات عن فيليب غير التي يعرفوها عنه أصلا , أي أنه كان يسترق السمع إليهم ثم يعيد عليهم ما قالوه هم بأنفسهم عن فيليب .
أخيرا ما رأيك أنت عزيزي القارئ ؟ .. أي النظريات تصدق ؟ .. وهل لديك تفسير آخر لما حدث ؟ .. وهل حقا إذا اطلنا التفكير في شيء ما , فأنه قد يتحول إلى حقيقة ؟ .

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

صورة جني ينتقم من كل من يراه !


نصيحة .. لا تطل النظر إلى الصورة ..
لسنوات طويلة كانت الأحزان والملمات رفيقا ملازما لحياة عائلة ريتشفورد في منزلها الضخم الذي بني في منتصف القرن التاسع عشر . العديد من أفراد العائلة , كبارا وصغارا , انتهى بهم المطاف إلى الجنون أو الموت بصورة غامضة ومن دون أي سبب واضح . عثروا على البعض منهم ميتا في فراشه وهو فاغرا فاه تعلو وجهه أمارات الفزع كأنه شاهد شيئا مرعبا قبل موته مباشرة . آخرون انتحروا بإطلاق النار على رؤوسهم ، البعض قفزوا من نوافذ المنزل العليا ، وهناك أيضا من شنق نفسه ، ومن أختفي من دون أي أثر ... الغريب في الأمر هو أن جميع هؤلاء كانوا بصحة جيدة ولم يعانوا من أي مرض أو علة عقلية .
ظل النحس والموت رفيقا ملازما للمنزل
خلاصة القول أن عائلة ريتشفورد انقرضت تقريبا خلال العقود الثمانية التي قضتها في ذلك المنزل المشئوم , آخر فرد من أفرادها أصيب بالجنون وأودع المصحة العقلية عام 1930 . وبمغادرته غادرت الحياة المنزل ، أصبح مهجورا إلا من الظلام والصمت ، وسرعان ما تداركته الألسن بالإشاعات , فقيل بأنه مسكون ، وبأنه بوابة لكائنات شريرة قادمة من عالم آخر .
لكن السيد جونسون , المصرفي الناجح ، لم تفت بعضده أي من تلك الحكايات ، فهو رجلا عقلاني لا يؤمن بالخرافات ، وجد في المنزل فرصة استثمار لا تفوت لأن الكثيرين أعرضوا عن شراءه بسبب سمعته المخيفة ، ولهذا تدنى سعره كثيرا .
السيد جونسون أشترى المنزل ورممه ثم أنتقل للسكن فيه مع عائلته . ولم يطل المقام حتى بدأت الأمور الغريبة تطل برأسها من زوايا المنزل القديمة والمعتمة .. أبواب تفتح وتغلق من تلقاء نفسها ، أغراض تتحرك وأواني تتكسر من دون أن يمسها أحد ، أصوات وصرخات مجهولة المصدر يتردد صداها في أرجاء المنزل . وبدأت ابنة السيد جونسون الصغرى تعاني من أعراض غريبة ، لم تعد تشتهي الطعام ، شحب وجهها ، وأقض مضجعها الأرق والقلق ، وحين ألح عليها أبيها لمعرفة علتها ، أخبرته وهي تجهش بالبكاء بأنها تستيقظ أحيانا لترى قط أسود ضخم يجلس على حافة سريرها وهو يحدق إليها بنظرة ملئها الكراهية ، وأحيانا يظهر رجل مخيف يقوم بجر شعرها ويؤذيها .
لم يصدق السيد جونسون بأن ما يحصل في المنزل له علاقة بالعالم الآخر ، لكنه في نفس الوقت لم يكن يملك أي تفسير للأمور الغريبة التي لا تنفك تحدث كل يوم . أخيرا تحت إلحاح زوجته قام بنقل عائلته لسكن آخر ، أما هو فقد أصر على البقاء ، أراد معرفة السر وراء ما يجري . نصحه أصدقاءه باللجوء لوسيطة روحية مشهورة كانت تعيش في ضواحي المدينة وتدعى السيدة إليزابيث ستولورت . لكن السيد جونسون رفض تلك النصيحة ، زمجر غاضبا بأنه لن يلجأ أبدا للدجالين والمشعوذين ، لكنه سرعان ما بدل رأيه بعد بضعة أيام . ففي إحدى الليالي الحالكة الظلام أستيقظ من نومه ليجد أمامه قط أسود ضخم يجلس على حافة السرير وينظر إليه بعينين براقتين تنمان عن حقد وخبث .
نظرة ملئها الحقد والكراهية ..
السيد جونسون قفز من سريره مرعوبا ، أضاء النور وراح يبحث عن القط .. لكنه اختفى ، فتش الحجرة مرارا وتكرارا ، لكن لم يكن هناك أي أثر لقط .
لكن كيف دخل ؟ .. الباب والنوافذ كانت موصدة بإحكام .. من أين أتى ؟ .
صدمة تلك الليلة لم تفارق خيال السيد جونسون ، خصوصا تلك النظرة الكريهة الحاقدة . تذكر كلام أبنته عن القط والرجل المخيف ، هل كان كلامها صحيحا ؟ .. مجرد التفكير في ذلك جعل قلبه يدق بعنف ، وقرر أخيرا أن يقبل بنصيحة أصدقاءه ويستعين بالوسيطة الروحية .
وفي ذات ليلة ممطرة وعاصفة من شتاء عام 1933 توقفت سيارة فورد سوداء قديمة الطراز أمام منزل ريتشفورد وترجلت منها سيدة في منتصف العمر ترتدي ثيابا داكنة وتعتمر قبعة سوداء يتدلى منها وشاح مخرم يغطي النصف العلوي من وجهها . السيد جونسون أستقبل ضيفته بحفاوة كبيرة وأدخلها إلى منزله حيث كان بانتظارهما ثلاثة من أصدقاء السيد جونسون المقربين الذين قرروا أن يتواجدوا معه خلال جلسة تحضير الأرواح المزمع عقدها في المنزل تلك الليلة .
قبل أن يتحدث السيد جونسون عن طبيعة الأمور المخيفة والغامضة التي تحدث في منزله قاطعته السيدة ستولورت وعلامات الفزع بادية على وجهها ، همست قائلة بأنها تستشعر وجود قوة شريرة غاشمة تسيطر على المكان وهي حاضرة بقوة بينهم الآن . ثم طلبت من الحضور أن يخفضوا أصواتهم ويقللوا الإنارة ، وعندما انتهوا من ذلك أتخذ كل منهم مجلسه حول طاولة دائرية كبيرة وشرعت السيدة جونسون تتلو عزائمها وترسم بأصبعها في الهواء رموزا وإشارات غامضة ، وفجأة تخشب جسدها وابيضت عيناها وقست ملامحها وبدأت المائدة تهتز بعنف من تحت أيدي الجميع ، ثم ظهر خيط رفيع من الدخان وسط المائدة وراح ينتشر ببطء متحولا إلى ما يشبه الغيمة الصغيرة التي اتخذت هيئة رجل ذو ملامح مخيفة له أربعة أقدام كالقط ! .
ظهر دخان أبيض ..
أحد أصدقاء السيد جونسون كان صحفيا ، وكان قد أحضر معه آلة تصوير أخفاها في حقيبته من دون علم الجميع ، وبينما كان الجميع مذهولين ومشغولين بمراقبة ما يجري أمامهم أخرج ذلك الصحفي آلة تصويره بسرعة وألتقط بها صورة خاطفة لذلك الكائن الأثيري المخيف الذي تشكل فوق الطاولة ، وما أن فعل ذلك حتى اهتزت جدران المنزل بعنف ، وتزلزلت أركانه ، ثم سمعوا صوتا أجشا يزمجر كالرعد قائلا : " سأنتقم منكم .. سأنتقم منكم " . بعدها تبدد الدخان وسقطت السيدة ستولورت مغشيا عليها .
حين أفاقت السيدة ستولورت من غيبوبتها كانت غاضبة جدا ، قالت بأن بينها وبين كائنات العالم الآخر عهدا وميثاقا ، وبأنها أخلت به اليوم حين قام صديق السيد جونسون بالتقاط تلك الصورة أثناء الجلسة من دون علمها ، وبأن الله وحده يعلم ماذا ستفعل تلك الكائنات الغاضبة بهم .
السيد جونسون ألتمس من صديقه الصحفي إتلاف الصورة , فوعده بفعل ذلك ، لكنه لم يفي بوعده ، ففي صباح اليوم التالي كان هناك عنوان عريض يتصدر الصفحة الأولى لأكبر جريدة في البلاد مفاده التالي : " أول صورة حقيقة في العالم لجني " ، وتحت ذلك العنوان برزت الصورة المخيفة مع وصف مفصل لوقائع جلسة تحضير الأرواح التي أجريت في منزل روتشفيرد .
لم يطل الوقت حتى حل الانتقام الرهيب بجميع من حضروا تلك الجلسة ..
تم العثور على جثة السيدة ستولورت في غابة قريبة من منزلها ، كانت أطرافها مبتورة ، وفروة رأسها منزوعة ، وعيناها مقلوعتان ومرميتان بالقرب من جسدها الدامي .
الصحفي الذي ألتقط الصورة مات محترقا بعد أن شبت النيران في شقته .
السيد جونسون عثروا عليه منتحرا داخل حمامه وشرايينه مقطوعة .
الصديقان الآخران اللذان حضرا الجلسة أصيبا بالجنون وتم إيداعهما المصحة العقلية .
أما منزل روتشفيرد نفسه فقد تعرض لحريق غامض بعد أشهر قليلة ، تحول إلى كومة رماد ، لم يتبقى مما يدل عليه شيء ، ولا حتى صورة واحدة ، كأنه لم يكن ينتصب في تلك البقعة في يوم من الأيام .
أخيرا ماذا بقى لنقول ؟ .. بحمد الله فأن جميع أبطال قصتنا أما ماتوا قتلا أو أصيبوا بالجنون .. لم يتبق في النهاية سوى صورة مخيفة ومنحوسة أنصحك عزيزي القارئ أن لا تطيل النظر إليها .

الخميس، 25 سبتمبر 2014

قصة حقيقية حصلت في النماص



كان هناك جبل مشهور في أحد مناطق السعودية بكثرة الجن وأن من يذهب لهذا الجبل وينام هناك ليله واحده يصبح مجنون أو شاعر !

فـي هذه المنطقه وعندما كان مجموعة من الشباب في سهره شبابيه

الساعـه الـ 1 فجـراً

أثناء جلوس 4 من الشبـاب العاطليـن عـن العمـل ، أخـذ بهـم الحـوار إلى عالـم الجـن وبدأو في سـرد قصص حصلت عن هذا العالم

إلا أن ناصـر قاطعـهم بالحـوار ( مازحـاً )

قائلاً: ( يالله مين اللي يقول إنه كفو يطلـع معـي الحيـن جبـل الجـن )

-فسكت الجميـع وبدأ سالم بالضحك وقال ( شوفوا مين اللي يتكلم يا حبيبي أنت مجرد كلام )

-فغضب ناصر يريد رد إعتبارهـ ! قائلاً ( أنا مجرد كلام ؟ ، طيب قدام الشباب وفي سيارتي نروح عند الجبل ونوقف السيارة ونطلع الجبل مشي على الأقدام )

-تعلثم سالم ( لا والله تحديات الأطفال ذي ما أحبها )

في فترة الحوار كان محمد ضيف على الشباب من منطقه أخرى فتعجب من كلامهم

فقال لناصر ( يا ناصر أن أطلع معك )

فقال ناصر ( وهو مصدوم ) .. ( ونعم والله هاه يا سالم تعلم الرجوله )

بينما كان عادل ينصت لكلامهم بكل خوف

أستأذن ناصر ومحمد من المتواجدين وأتجهوا إلى سيارة محمد

سالم: ههههههه أنتبهوا على نفسكم يا حلوين

عادل: يا سالم فيه جن صدق في هالجبل ؟

سالم: أي والله معروف إنه جبل مهجور من زمان وكانت الحرائق تشتعل فيه فجأه !

-

وفي الطريق إلى هذا الجبل

كان ناصر يسوق سيارته ورجلاه ترتعشان ولاكن كان يخاف أن يرجع إلى أصدقائه فيضحكوا عليه والهدوء والخوف سيد الموقف قاطع محمد هذا الصمت

محمد: ناصر وين هذا الجبل

ناصر: باقي شوي بس شوف يامحمد إذا ماتبي نطلع عادي نرجع ترى مافيه أحد يجبرنا نسوي شئ مانبي نسويه

محمد: ههههههههههههههههههه وين كلامك يوم كنا جالسين ؟

ناصر: ( وكله خوف ورعب ) لا يا أخي بس أنا أخاف عليك صراحة

محمد: ههههههههه لا عادي روح

ناصر: ( وأقدامه ترتعش بقوه من الخوف ) شفت سالم كيف كان خايف ههههههه

محمد: من حقه يخاف مافيه أحد يتحدى الجن

فأنصدم ناصر ووقف شعر رأسه

ناصر: بس أنا ما تحديتهم تحديت سالم نفرزني بكلامه يا أخي

محمد: ماعلينا أنت الحين قد كلامك

ناصر: ( بتلعثم ) أفا عليك وباقي نص ساعه ونوصل

كانوا يمشون في طريق مظلم لا يوجد به إلا سيارتهم لا بشر ولا سيارات ولا حيوانات هذا الطريق المؤدي إلى ( جبل الجن )

وفي أثناء السير بالسياره لمح ناصر جسم أبيض طويل يمر من أمام السياره ووضع قدمه على ( الفرامل ) وبقوه

نظر إليه محمد بدهشه

محمد: وش فيك ؟

ناصر: والله العظيم شفت شئ يمر قدام السياره

محمد: ههههههه لالا تتخيل شكلك

ناصر: والله ما أتخيل

محمد: روح توكل على الله كمل طريقك

ناصر: شكلي أتخيل يالله توكلنا على الله

بعد وصولهم رأى محمد جبل مظلم بشكل إنحدار ورأى صخور كبيره جداً وأشجار ذات أشكال مرعبه فـ ( بلع ريقه )

محمد: ياناصر الحين بسألك سؤال هام

ناصر: هلا

محمد: الحين وش نسوي حنا

ناصر: والله يا محمد خلاص وصلنا هنا بعد مشوار طويل يعني كل اللي راح نسويه ناخذ جوله نشوف وش هالجبل اللي مخوف الناس ونرجع

محمد: يالله نزلنا معك كشاف

ناصر: أي

أوقف ناصر سيارته وأتجه إلى هذا الجبل الغامض برفقة صديقه محمد قبل الصعود إلى الجبل تمنى ناصر أن القدر غير إتجاهه ولاكن لا مفر له إلا الصعود وإسكتشاف هذا المكان الموحش

عند صعدهم للجبل شاهدوا أحذيه قديمه جداً وشاهدوا قطع ملابس ملقاه في الطريق

قطعوا ربع الطريق وأنقطع نفسهم والغريب في الأمر أن أبراج الجوال ذهبت فجأه

ناصر: يامحمد أنقطع نفسي يا أخي

محمد: والله حتى أنا الأكسجين معدوم هنا نهائياًبس شد حيلك خلاص شوي ونوصل لوسط الجبل

وفي هذه الأثناء سمعوا أطفال يلعبون ويعلوا ضحكهم وعندما ينظرون لإتجاه الضحك يسمعون صوت بكاء أطفال خلفهم

عندها لم يفعل ناصر شئ غير البكاء من الخوف وهو في الـ 23 من عمره

أصاب محمد الذهول والخوف في نفس الوقت وجسمه يرتعش بشده

محمد: ناصر يالله يرجعنا

ناصر: والله ما أدري وين طريق السياره ؟

ناصر: يا غبي الكشاف في إيدك من اليوم ولاتعرف كيف نرجع للسياره

فقال محمد وهو يبكي: مافيه نور ولافيه أثار ترجعنا للسياره

وفجأه سمعوا صوت يناديهم مين بعيد صوت إمرأه يطلب منهم مساعدتها بعد مملاه أقروا أن يذهبوا لهذا الصوت وأتجهوا نحو الصوت وناصر يبكي ويشتم نفسه على شجاعته

نعم شجاعته هي من أوصلته لهذا المأزق

ناصر: يامحمد حتى لو كانت جنيه يمكن تساعدنا ونطلع من هنا صح ؟محمد: يا أخي والله العظيم إني خايف

ويمسك ناصر بكف صديقه محمد بقوه وعندما وصلوا للصوت وجدوا قطعة قماش تحترق على أحد الأشجار في هذا الجبل

وهم ينظرون لقطعة القماش أمتدت يد لتلامس ظهر ناصر فألتفت للخلف وهو يبكي فوجد طفل يبتسم إليه في هذه اللحظه كان محمد ينظر لقطعة القماش والنار تلتهمها ولم يشعر بما يحدث

فقال الطفل الصغير وهو مبتسم: أمي تقول لكم أنكم أيقضتوا أخي الصغير من النوم

فسقط ناصر في وقتها مغشياً عليه عندها أنتبه محمد له وحاول أن يساعده لكي يستعيد وعيه ولاكن ناصر كان يرتعش على الأرض

وفي هذه الأثناء ومحمد يبكي على ناصر ويحادثه إذ بحجر صغير يقذف عليه ونظر بإتجاه القذف فوجد إمرأه وبجانبها ولد صغير تبتسم إليه

فقالت لقد سكن ولدي الصغير في جسم صديقك ناصر فلا تحاول فصرخت صرخه قويه جداً في وجه محمد فما كان منه إلا أن يزيد في البكاء وبيده صديقه ناصر

فقالت له هل تظن بأنك ستخرج من هنا ؟

وما كان من محمد إلا النظر إليها والبكاء

وفجأه رأى هذه المرأه تبكي وتأكل إبنها الصغير الذي كان بجوارها ووهي تخاطب محمد ( الأن أنت أصبحت إبني )

محمد وصوته يزيد بكاء وخوف: أنا إنسان

وفجأه صرخت هذه الجنيه صرخه قويه أهتز من قوتها هذا الجبل وأقتربت من محمد وأمسكته من عنقه وهي تقول له

أعلم إنك من الإنس ولاكن قتلت إبني الصغير عند صعودك للجبل كان نائماً وقتلته وأنت تسير

في هذه اللحظه فقد محمد وعيه وهو بين إيدي هذه الجنيه فنظرت إليه وهي تبتسم وتلمس

وجه محمد ووضعته على الأرض

فتعالت الضحكات في هذا الجبل وأتى قوم من الجن وأدخلوا محمد وناصر داخل كهف في الجبل لم يدخله بشر أبداً

بعد يومين من الحادثه لاحظ سالم وصديقه عادل أن محمد وسالم لم يأتوا للسهر معهم فذهبوا إلى بيت أبو ناصر

فوجدوا البيت بحالة هستيريه وتواجد كثيف للدوريات الأمنيه وأبو ناصر يبكي على ولده كالمجنون فسلم سالم على

أبو ناصر وقال له بأن ناصر وصديقه محمد ذهبوا لـ ( جبل الجن ) قبل يومين وأنه كان يظن أنهم رجعوا من هناك

فصعق أبو ناصر وأبلغ الملازم بهذا الكلام فذهبوا بسرعة بإتجاه الجبل ووجدوا سيارة ناصر وكثفوا عمليات

البحث في كل مكان في الجبل ولاكن الصدمة أنهم وجدوا جوال ناصر في الأرض بالقرب من الشجره

التي كان القماش يحترق فيها ولا وجود لناصر ومحمد فتحفظوا على سيارة ناصر وفتحوا محضر بهذه الحادثه !

فبكى أبو ناصر وما كان منه إلا أن يقول ( لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم ، اللهم رد إبني رداً جميلا )

بعد أسبوع من البحث والتحري لم يجدوا شئ ولاكن رأى سالم في منامه شخص يحادثه ويقول له لقد كنت أسمعكم عندما

كنتم تتحادثون في تلك الليله على من يأتي إلينا عندما قام صديقك ناصر من جلستكم هو ومحمد وأتى إلينا كل ما أريده منك

هو أن تبلغ أهل محمد وناصر أن يقيموا العزاء من اليوم لأن حياتهم أنتهت

فجع سالم من نومه العرق كالسيل على وجهه ورأى ونظر للساعه ووجدها الـ 3 فجراً فبكى ولام نفسه أن ترك أصدقائه يذهبون

دخل قلب سالم الحزن والصبر وأخذ يتلوا القرآن وصلى ركعتين وذهب وحيداً لهذا الجبل وعند الوصول وقف في بداية الجبل

وهو يبكي ويشم رائحة أحبابه ناصر ومحمد وأخذ يرفع صوته قائلاً ( يا معشر الجن أنا لست هنا لدخول مكانكم وإنما لأحادثكم )

فأنتظر لمدة ربع ساعة ولم يجد أي جواب فقال ( ألا يوجد فيكم شجاع يحادثني ) فسمع صوت قادم من الخلف فنظر ورأى فاس

متجهه نحو رقبته وطار رأسه ولاكن كل ماحصل هو حلم ثاني رأه بعد رجوعه للنوم بعد الحلم الأول ففجع من نومه وهو يبكي

وفي الصباح ذهب لأبو ناصر وحذقه بما رأي فأقاموا العزاء مع العلم أن محمد يتيم ولا يوجد لديه إلا أم مسكينه دخل في غيبوبه منذ إختفاء إبنها

بعد مـرور أسبوعين على إختفاء محمد وناصر أقاموا أهاليهم العـزاء لمـدة 3 أيام ومرت الأيام والأسابيع والشهور

—-

ولاكن بعـد سنتين من الحادثـه وفي عـام ( 1997 ) وجـد محمـد بحالـه هستيريـه في أحـد القـرى وكـان يمشـي ويضحـك وإذا رأى أحد يصيـح نـار نـار ويبكي

ذهبـوا بـه بعـض المـاره إلى الشرطـه مع العلـم أن محمـد وجـد في قريـه تبعـد عـن الحـادثـه بـ 684 كيلـو تقريبـاً وكـان شعـره طويـل جـداً وكـان عـاري تمامـاً

وقدمـه اليسـرى مبتـوره وكـان يعـرج وعينـاه لا تفارقهـا الدمـوع

ووجـهه يحـزن مـن يـراه وبعدمـا ستـروا عورتـه أهالـي القريـه وبعـض المـاره ذهبـوا بـه لمـركـز شرطـه يبعـد عـن القريـه 31 كيلـو !

الملازم والحزن والغرابه تملأ وجهه الحزن على حال محمد

والغرابه من عدم موته بعـد بتر قدمـه وتركهـا بـدون عـلاج:

( طيب يا محمد كمل وش حصل بعدين ? )

قمت من نوم طويل أتوقع أنني كنت نائماُ لمدة 3 أيام وجدت ناصر يهتز بشده أمامي في هذا الكهف

لم يدخل جوفنا لا ماء ولا طعام ترهقنا ذله وخوف من المصير المجهول لم أجد إلا القليل من الماء والخبز الجاف

لا أدري من أين أتى ولاكني وجدته وأكلت منه والمكان في هدوء وسكينه وبعد الأكل رأيت ناصر نعم صديقي ناصر

يهتز بشده وريقه يخرج من فمه ثم يفقد الوعي دخل الظلام إلى هذا الكهف وأنا لا أقدر على الحركه بسب بتر قدمي اليسرى

ولا أدري كيف نجوت وقدمي مبتوره ولا ادري كيف بترت ولاكنها حكمة من الله ولم يكن يومي فوضعت عيني على الأرض وألعب بالتراب

وأرسم في التراب وأكتب بلا شعور عندها دخلت عجوز هذا الكهف وهي تبكي وقف شهر رأسي وقالت لي يابني

لقد خسرت أنت وصديقك الكثير بسبب قدومكم إلى المكان الذي نسكن فيه وقتل أحد أبناء إمرأة جنيه فمصيركم الهلاك

فما كان مني إلا البكاء وأنا أنظر إليها وفجأه تحولت هذه العجوز إلى قطه سوداء وخرجت بسرعه من الكهف

وعندها نظرت إلى قدمي وأنا أبكي وذهبت إلى صديقيي ناصر وأنا أقول له ( يا ناصر تكفى قوم ) فسمعت صوت غريب

يخرج من أعماق ناصر صوت طفل يقول ( ترى بأخرج من ناصر وأدخل فيك إذ لم تبتعد عني ) فزحفت مبتعداً

عن صديق ناصر وكنت أرى نار تشتعل وصوت صدى طبول في الكهف وكان الدم ينزل من قدمه بسبب زحفي وإحتكاك

جرحي بالتراب وفجأه وأنا أزحف إذ بشئ يمسك قدمي من الخلف ويسحبني بشده وهو يضحك ونظرت للخلف فوجدت شخص

قزم جداً جسمه مليئ بالشعر فضرب رأسي بيده ضربه قويه فلم أشعر بشئ نعم فقدت الوعي

وهنا يبكي بحرقـه ويضحـك فجـأه ويكمـل حديـثه ..

قاطع الملازم محمد فجأه قائلاً: يا أخ محمد أنت أخ لي ومن حقك أن تفضفض ولاكن لم أصدق ماتقول وغير كذا تقطع كلامك فجأه وتنظر إلي ضاحكاً وتقول نار نار

محمد: طيب الحين ناصر وينه ؟

الملازم: مين ناصر

محمد: ناصر اللي كان معي ؟

الملازم: ما ادري أسأل نفسك

محمد: لا بس أكيد وأنا متأكد أهل ناصر مافيه أمل يشوفونه

وإذا تشوف إن كلامي من نسج الخيال تأكد من السجلات عندكم

في عام 1995 لم يجدنا أحد وكنا في لائحة المفقودين

الملازم: طيب وأهلك ماتواصلت معهم من يوم الحادثه

محمد ( بحزن وألم ): أصلاً ماعندي إلا أمي وما أدري هي باقي عايشه ولا ماتت

الملازم: طيب أنت بوعيك ولا عندك مرض عقلي ؟

محمد: أنا مسكون الأن بـ 6 من الجن

الملازم: وكيف عرفت أن عددهم 6 ؟

محمد: بأذكر كل شئ عند تدوين ما أقوله

الملازم: طيب أنت الحين كيف كنت عايش سنتين في هذا العالم وكيف قدمك المبتوره لم يصبها غرغرينه ولم يفقد جسمك الدم ؟

محمد: كنت عايش عند الجن في هذا المكان وكان أكلي وشربي ونومي وحياتي معهم وأما قدمي والله لم أشعر بها حين بترت ولا بعد البتر إلا أن أتى فرج ربي

وبعد أن سأل الملازم محمد عن إسمه بالكامل وأستفسر عن الإسم وجده في عداد الموتى منذ سنتين فذكر هذا الشئ لمحمد أنصدم محمد وكان يتوقع هذا الشئ فأشتد البكاء وحزنت القلوب عليه في هذه الأثناء قدم الملازم الماء إلى محمد ولم يصدق كلمه واحده من حديث محمد حيث أنه لم يجد هويه أو إثبات لمحمد وحيث أنها لم تمر عليهم مثل هذه الحاله

الملازم: يامحمد ممكن أعرف ليه كل شوي تكرر نار نار وش هالنار ؟

محمد: أنا فكري متشتت وذاكرتي تعبانه أتمنى أكمل حديثي لأذكر لك كل شئ

بعد ما ضرب رأسي الجني قصير القامه دخلت في عيبوبه وشعرت بعدها بأن شخص يبكي فوق رأسي فتحت عيني فوجدت ناصر فرحت فرح شديد وضممته لصدري فقلت له يا ناصر هل نحن بحلم أو علم ؟ فقال ناصر وهو يبكي بشده وينظر لقدمي لا أدري ، وعندها رأينا طفل صغير ينظر إلينا وهو يبتسم عمره تقريباً 7 أو 8 شهور والغريب في الأمر أنه كان يحادثنا ويقول من أكل الخبز وشرب الماء الذي كان هنا ؟ لماذا تأكلون وتشربون أكلي ؟ فأنصرع ناصر في الأرض وهو ينتفض بشده عندما رأينا الطفل يأخذ التراب ويأكله ويضحك فقلت للطفل والله أننا نحبكم ولا نريد لكم الأذى ولاكن لماذا تأذوننا فقال لي الطفل الذي يأتي لبيوتنا ومساكنا أخر الليالي يتحمل قدومه نحن لا نأذي إلا من يأذينا هل تريد أن أسكن بداخل جسدك النحيل ؟ عندها لم أشعر إلا بالخوف والحزن لا أدري هل أنصت لهذا الطفل أم أهتم بأمر ناصر الذي ينتفض ويقول كلمات غريبه لا أفهمها والدم يخرج من فمه ؟ وفجأه رأيت الطفل يطير ويضحك بضحك طفولي هستيري ، دعوة الله أن ينجينا لا نعرف الأيام

ولا الساعة ولا نرى إلا أشكال ترعبنا وتزيدنا خوف لم أشعر بالراحه إلا عند النوم كان كل شئ محزن ومخيف وفجأه فقد ناصر وعيه وسمعت صوت يتكلم من داخل أعماق ناصر صوت طفل يقول لي هل تعلم يا محمد لماذا لم نسكن جسدك حتى الأن ؟ فلم أعد خائفاً صرت أحادثهم وأتبادل الحديث معهم ولاكن أنصدم بعض المرات عندما أرى أشكال موحشه منهم ، فقلت للطفل لا أدري لماذا ؟ قال لأن صديقك ناصر خائف جداً ولا يذكر ربه ولأنه هو من بدأ في الحديث والتحدي لمن يأتي إلينا معه ولاكن أنت جريمتك أكبر من جريمة ناصر وهي أنك قتلت إبن إمرأة من قومنا كان نائم عند سيركم في الجبل صديقك ناصر نريحه من الألم والخوف عندما يفقد وعيه ولاكن أنت نريد أن نقوم بكرمك وضيافتك فسكت هذا الصوت فجأه وبعدها ضعفت قواي وأنهلك جسمي وعرفت أن مصيري الهلاك وضعت رأسي على الخلف وأنا أنظر لقدمي وأبكي وبدون مقدمات وجدت أماي إمرأة جميلة جداً يغطي ذا شعر طويل بجانبها رجل قصير القامه طوله شبرين أو أقل يملأ وجهه الشعر عيناه شديدة الإحمرار

دخلوا وجلسوا أمامي كانت المرأة تنظر إلي نظرات غريبه جداً لم أجد لها تفسير وكان الرجل القصير جالس على كتفها الأيسر وينظر إلي بشده واكنت تمسح على رأس هذا الرجل فنظرت إلي وقالت لا تتعجب من الذي تراه لأنك في عالم أخر عالم من أقدم العصور من قبل أن تخلقوا يا هذا وأكملت حديثها وهي تمسح على رأس الرجل القزم هل تريد الخروج من هنا ؟ قلت نعم ، قالت أريدك فقط أن تذبح صديقك وأن تأكل قلبه أمام ملكنا وأمام المرأة التي قتلت إبنها وإلا سترى رأس صديقك ينفجر أمامك وستبقى حياتك معنا إلى أخر العمر وصدقني يا هذا أن ملوك الإنس لو أجتمعوا لن يجدوا لك طريق عندها نظرت إلى ناصر وكان ناصر ينظر إلي ويبتسم وبصوت الطفل الذي يسكنه يقول يا محمد أقتلني وكل قلبي لكي تخرج أو أنك ستعيش عمرك هنا ولن يجدك أحد ، فأمسكت يده بشده وهو بنتفض بشده وبديت بالبكأء وقبلت رأسه وأنا أنظر لحالنا

هـذا الحـوار الـذي سجلـه المـلازم لمحمـد كـان عـام 1997 فـي هـذا العـام نسـي ناصـر أهلـه وأمـا أم محمـد فقـد توفيـت حزنـاً علـى إبنهـا الوحيـد ، سالـم صديق محمـد وناصـر كـان يـداوم علـى الذهـاب لطبيـب نفسـي لأن الأحـلام ووجـه أصـدقائـه لم تفـارق ذاكرتـه الحزينـه وكان يـرى أشيـاء لا تفسيـر لهـا وكـان يتوهـم ويتـألم كلمـا تذكـر الحـادثـه كـان المـلازم وبعـض أفـراد القريـه الـذي أنتشـر صيـت محمـد فيهـا متعـاطفين مـع محمـد ولاكـن لـم يصدقـه أحـد وكـانوا ينـظـرون إليـه كمعتـوه أو مختـل عقليـاً !

في هذه الأثناء وضع الملازم يده على خده وهو ينظر لمحمد عندما قطع حديثه فجأه وبدأ بـ ( حركات غريبه ) تظهر منه ! أمر الملازم من الجندي أن يذهب بمحمد إلى التوقيف لإكمال الحديث معه في وقت أخر ، ولم يكن من الجندي الخائف من الحديث الذي أستمع إليه ومن الحركات الغريبه التي رأها من محمد إلى أن يضعه في التوقيف وأمر الملازم بتوفير جميع أساليب الراحه لمحمد دخل محمد التوقيف وكان في التوقيف شخص متهم بسرقة خراف وبيعها دخل محمد التوقيف وهو يلعب بيده أمام وجهه بشكل يدعوا للغرابه جلس مقابل الشخص المتهم بسرقة الخراف وينظر إليه ويبتسم ويخرج لسانه بشكل غريب لم يهتم سارق الخراف بأمره وغلبه النوم لأن الساعه في هذا الوقت كانت ( الواحده فجراً ) لم يكن يتواجد عند التوقيف أحد من الجنود وإنما كانوا يتسامرون في غرفه للراحه حيث أنه في هذا الوقت لم يكن لديهم شئ يقومون به وفجأه إنقطع نوم سارق الخراف على صوت بكاء وعيناه تكاد تخرج من الذي شاهده أمامه شاهد إمرأة عجوز يغلب على شعرها الشيب قصيرة القامه تضرب المدعو محمد ضرب جنوني وتخاطبه بصوت أشبه بصوت الأفاعي تقول له أنت من قتل إبني أنت من قتل إبني وتضحك وتستمر في ضربه بسلاس عريضه ومحمد يصرخ ويبكي ويقول نار نار أنطلق سارق الخراف إلى باب التوقيف ويضرب الباب بشده أفجعت جميع الجنود وما كان منهم إلا القدوم بسرعه وخوف إلى التوقيف فتحوا الباب وعندما فتحوه أمسك سارق الخراف أحد الجنود وهو يبكي ويصيح وعيناه في إحمرار شديد أخرجوا السارق من التوقيف ودخلوا وشاهدوا محمد يبكي والدم ينزف من أنفه ويمسك رأسه بقوه ويشد في شعره حتى أمتلأت يده من شعر رأسه نظر الجنود إليه وهم يشاورون بعضهم البعض بعد ما أخرجوا السارق الذي كادت تنقطع أنفاسه من هول ما شاهد أقفلوا باب التوقيف على محمد وهو ينظر إليهم ويأكل أظافر يده حتى نزف منها الدم ذهبوا بالسارق إلى الملازم وسرد له ما شاهد والعرق يملأ وجهه عندها نظر الملازم إلى الجنود بتعجب وقال لهم ماذا حدث ؟ قالوا لا نعلم ولاكن فتحنا باب التوقيف ووجدنا المدعو محمد ينزف دماً ويأكل أظافر أصابعه حتى نزف الدم منها أمر الملازم جنوده بحبس محمد بشكل مؤقته في حبس إنفرادي بسبب سوء حالته وإرجاع السارق للتوقيف دخل الملازم على محمد ووجده ينتفض بشده في الأرض فأمر بوضعه في حبس إنفرادي وضعوه في حبس إنفرادي وهو ينظر إليهم وبداخل صدره كلمات يريد أن يخرجها لهم ولاكن لم يستطيع وضعوه في الحبس أو التوقيف الإنفرادي وأمر الملازم أحد الجنود بالوقوف بالخارج إلى أن تشرق الجمس وأن لا يتحرك من مكانه مهما حدث وضعوا محمد في حبسه الصغير الذي لا يزيد عن طوله عن المتر ولا يزيد عرضه عن المتر لم يضعوه لأنه مجرم ولاكن لراحته وراحة الموقوفين ، ذهب الملازم إلى المكتب وهو يحك رأسه بعد ان كاد ينفجر من التفكير وأتصل بالضابط الذي يستلم بعده وأخبره أنه سيكمل إستلامه بدلاً عنه وطلب منه عدم القدوم للداوم وشرح له الموقف بأن هناك شخص غريب في المركز يريد أن يعرف ماهو السر الذي خلفه ونسق مع بعض الضباط فوافقوا على إكمال إستلامه بدلاً عن الضابط الذي يأتي دوامه بعده وشكروه على الجديه في العمل وكان أكبر هدف للملازم أن يجد حل للحادثه وأن يعرف أكثر عن الشخص الغريب الذي يدعى محمد ومن ثم أتصل بزوجته في البيت وأخبرها أنه مضطر أن يبقى في المركز وأنه لن يعود للبيت في الوقت الحالي ، (شعر الملازم بشعور غريب ورغبه في معرفه المزيد من قصة محمد التي لم يكملها له) بعد المكالمه غلب النوم على الملازم وفي هذه الأثناء لم يخلد سارق الخراف للنوم وهو يفكر في الذي شاهده ! ، في حبس محمد الإنفرادي كان محمد نائم وصوت شخيره المزعج أزعج الجندي الذي بالخارج فتح الباب ليرى وضع محمد ويطمئن عليه بعد أوامر الملازم بتوفير الراحه له عندما فتح الباب رأى 7 أطفال صغار بالقرب من محمد أغمض الجندي عيناه وفتحها مره أخرى ورأى الأطفال ! .. أقفل باب الحبس بهدوء تام ورجع يجلس أمام باب الحبس وقد وقف شعر جسمه وبرد دمه في عروقه وأخذ يفكر إن كانت مجرد تخيلات أم ، حقيقه ! أخرج سلاحه وفتح باب الحبس بهدوء ويداه ترتعشان بشده فأنصدم عندما رأى إمرأة لم يرى مثلها في حياته ذات شعر أسود كالليل تمسح على رأس محمد وتبكي بصوت يحزن القلوب سقط سلاحه في الأرض بعد أن فقد أعصابه ودخل الرعب إلى قلبه فنظرت إليه المرأة والدموع تملأ عيناها فدخلت كالماء في جسد محمد النحيل الذي أهلكه العذاب ، الجندي المسكين لم يحرك ساكن كان سيد الموقف النظر إلى ما شاهده بعد أن تجمد الدم في عروقه ووقف شعر جسده وكادت عيناه تخرج من هول ما رأى عندها أنتفض محمد بشده وسمع الجندي أصوت صراخ عالي لأطفال ونساء تخرج من أعماق محمد عندها سقط الجندي على الأرض بعد إصابته بـ ( سكته قلبيه ) تاركاً باب الحبس مفتوح !

بعد سقوط الجندي بـ( سكته قلبيه ) لم يشعر به أحد مضت 37 دقيقه ولم يشعر به أحد حتى فارق الحياه ومحمد نائم أمامه عند قدوم أحد الجنود لتقديم ( الشاهي ) للجندي الميت ووجده على الأرض أصابه الهلع وأنطلق يحاول الإنقاذ ولاكن لا جدوى أنطلق الجندي للملازم الذي كان غائب في نومه وأفجعه بالحادثه ذهب الملازم و 6 من الجنود ووجدوا الجندي على الأرض وبعد

معاينته تبين لهم أنه فارق الحياه ومحمد نائم ويهلوس بكلام لا يفهم داخل الحبس أتصلوا على الإسعاف بسريه تامه وتم نقل الجندي لثلاجة الموتى وأمر الملازم أن يتكتموا الجنود وكل من في المركز على ماحدث لكي لا يقذف الرعب في قلوب أهالي القرية وعجم إخبار أهله بموته إلا في اليوم التالي لأن الوقت متأخر والأوراق مبعثره وأراد الملازم التأكد أولاً عن سبب الموت وثم إبلاغ أهله بعد

ساعتين من الإجراءات ونقل الجندي إلى ثلاجة الموتى وإعادة ترتيب الأورق دخل الملازم على محمد في الحبس وأخذ يركله بشده ويضربه ففزع محمد من نومه فسحبه الملازم من قدمه المبتوره إلى المكتب وأغلق المكتب وأجلسه على الكرسي ووجه السلاح بإتجاه رأسه وأمره أن يعترف كيف مات الجندي وإلا سيطلق على رأسه أنصدم محمد وأقسم له بأنه لا يعلم ماذا حدث فتفل الملازم في وجه محمد وقال له أنا أتحمل مسؤوليه هذا الجندي الذي فارق الحياه أعترف وإلا سأنهي الموضوع بنفسي فسقطت دموع محمد وهو ينظر بإنكسار إلى الملازم فهدأت نفس الملازم وأرتاح قليلاً عندما شاهد الخوف والبراءه في وجه محمد وذهب للجلوس على الكرسي ويده على رأسه وقال له ماحدث

فقال محمد بصوت حزين ( لقد شاهد شئ لم يشاهده من قبل ) فقال الملازم أنت معتوه ونشرت مرضك هنا فسكت محمد قهراً على مايحدث له عندها قال محمد للملازم شئ غريب أنصدم الملازم عند سماع ماقاله له قال له ( أريدك أن تعلم أنني عشت حياة قاسية في حياتي ومنذ طفولتي بعد وفاة والدي وأنا صغير في السن ولم يبقى لدي إلا أمي ولا اعلم أين هي وأين أجدها وأريد أن تعرف أنني عاشرت الجان لمدة لاتقل عن سنه لا تضربني ولا تأذيني ولا سيلحق بك شئ لا تحمد عقباه ) عندها نظر الملازم إلى محمد نظرة إستحقار من الكلام الذي سمعه وقال له أريد أن أنهي ما بدأته معك أريد أن تسجل باقي إعترافاتك وكيقف مات صديقك ناصر وكيف وصلت إلى هذه القريه وأنت بحاله تعيسه فقال له محمد أريد العيش كباقي البشر وأريد الزواج وأريد العمل وأريد أن أشاهد الحياة مره أخرى بنظرة تفائل وأمل وهنا تلقى الملازم إتصال من أحد كبار الضباط إستأذن الملازم من محمد وخرج لمحادثة الضاب’ علم الضابط بموت أحد أفراد الجنود وأصر على الملازم أن لا يبقي محمد في المركز بسبب الخوف من أن يكون ساحر أو من هذا القبيل فتلعثم الملازم وحاول أن يقنع الضابط أن ينتظر بضعة أيام لكي يأخذ منه جميع إعترافاته للضروره وكان هذا الملازم محبوب بين أفراد العمل وإنسان صاحب ثقه في عمله وبعد إلحاح على العميد وافق العميد ولاكن أشترط على الملازم أن يتوخى الحذر وأن أي شئ يحصل في المركز أو القريه أن الملازم هو من يتحمل المسؤوليه كامله فوافق الملازم بكل حزم وصبر ورجع للمكتب ووجد محمد يتحدث وكأنه يتكلم مع شخص أمامه فقال له الملازم من الذي تتحدث إليه ؟ فرد محمد بأنه لا يعلم ، فضرب الملازم بيده على المكتب بقوه وهو ينظر إلى محمد بكل حقد فقال له أكمل وقل لي الأن كيف مات ناصر وكيف وصلت إلى هنا بكل هدوء لأن الغضب بدأ يدخل في عروقي ؟

فأكمل محمد حديثه بحسره وقال:

بعد مرور الشهور في ذلك الجبل مازلنا محبوسين داخل الكهف وطعامنا يصل إلينا وفي أحد الليالي الموحشه كان ناصر يحتضر من المرض بعد قطع لسانه وأحد أذنيه وفي هذه الليله دخلت علينا إمرأة تحمل طفل ميت في يدها لأول مره تدخل علينا في الكهف نعم نعم هي المرأة نفسها التي كانت تتحدث إلينا عند الشجره في أول يوم منذ وصولنا للجبل وقبل أن يحدث ما حدث المهم دخلت المرأة

ولم أرى لها أرجل بل كانت تطير وكان خدها أسود اللون أتوقع أنه من البكاء لأن هذا الشئ رأيته في وجهها الحزن والألم بعد وصولها للكهف أنزلت الطفل على الأرض وهي تبكي فقدموا قوم لا أذكر عددهم ولاكنهم كانوا أكثر من 50 تقريباً دخلوا كلهم أطفال ونساء ورجال سود أجسامهم ضخمه جداً وترى في وجوههم الشده والصرامه ، نظر إلي ناصر وهو يبتسم ونظرت إليه وأنا أبكي

لقد كنت أشعر بأن إبتسامة ناصر إبتسامة وداع ( سقطت دموع محمد على خده ) ، ( وهنا أنصرع محمد صرعاً شديداً ، والملازم يصرخ بشده للجنود لكي يثبتونه دخل الجنود المكتب وثبتوه على الكرسي بقوه وفجأه إذ بصوت رجل غريب يتحدث على لسان محمد أبتعدوا عنه الجميع ورجع الملازم للخلف وهو ينظر بخوف إلى محمد تكلم الصوت الغريب قائلاً: دعوا محمد ينهي قصته بسرعه لأنه سوف يعود إلى بيته وإلى قومه وبشجاعه وخوف في نفس الوقت تكلم الملازم قائلاً له من أنت ؟ فجاوب أنا مارد أحد ملوك الجن فقال له الملازم وماذا تريد من هذا الشاب المسكين الذي لا أدري كيف تحمل كل هذا وبقي على قيد الحياه ؟ فجاوب الجني نحن لا نأذي إلا من يؤذينا يا هذا فقال له الملازم ولاكن ألا يكفي مافعلتوه بهذا المسكين فرد المارد لن يكفينا إلا موته وراحة أم الطفل التي مازالت تبكي على إبنها وقاطعه الملازم قائلاً: لماذا لا تقتلونه وتنتهي أحزانه فرد المارد لم نجد الفرصه وليس هذا وقت قتله ، فأنقطع الصوت فجأه ونزلت دموع الملازم عند أقترب من محمد وأمسك كتفه بشده فشاهد الجنود دموعه بكل إحترام وتقدير فنظر إليهم وقال كل ماحدث هنا لا أريد أن يعلم به بشر فجلس الملازم على الكرسي ومحمد مغشي عليه فأنزل الملازم رأسه على المكتب وهو يبكي فرفع رأسه إلى الجنود وأمرهم بأن يضعوا محمد في حبس إنفرادي وأن يقف عليه 4 من الجنود وأن يكون هناك دعم للجنود إذا حصل أي مكروه وذكرهم بالله سبحانه وتعالى وأكد عليهم أن ماحصل لصديقهم الذي فارق الحياه إنما هي صدمه لأنه كان وحيداً وكان ضعيفاً وأكمل حديثه ولاكن الأن كلكم تعلمون بمرض هذا الشخص لذلك أذكروا الله ولا تجعلون الخوف يدخل قلوبكم عندما تسمعون أو تشاهدون شئ موحش وغريب عن عالمنا فحملوا محمد وأرجعوه لحبسه وهو يرتجف ويصرخ ، وأغلقوا عليه الباب وهو مازال يصرخ بألم داخل الحبس ..

ف الجنود أمام حبس محمد ترهقهم ذله وكأنهم يحرسون مجرم خطير لا أمان منه وهم يتضاحكون لتخفيف الألم والصدمه التي مرت عليهم بدأت الشمس تغيب وبدأ المركز في ظلام شديد ولا يسمع إلا صوت الريح في الخارج ذهب أحد الجنود يتفقد المكان سريعاً وذهب إلى مكتب الملازم ووجده في حالة إرهاق شديد سرقه النوم على الكرسي عاد إلى أصدقائه ووجدهم يسترقون السمع من خلف باب الحبس نظروا إليه وهو قادم وبحركه بأيديهم أمروه بالسكوت والهدوء جاء إليهم وهو يهامسهم ماذا تسمعون قالوا له أقترب وستسمع إقترب كثيراً من باب الحبس وجعل جميع تركيزه على مايحدث في الداخل فكانت الصدمه أنه إستمع إلى قوم يتحدثون حديث جاد لا مزح ولا لعب فيه لم يفهم ما قالوا ولاكن من أسلوبهم في الحوار أدرك بأنهم يناقشون مسأله ، أنصدم وكأن في هذا الحبس بيت تملأه عائله وليس شخص إسمه محمد حاولوا أن يسمعوا شئ ولاكن لم يسمعوا إلا كلام غريب لا يُفهم نظروا إلى بعضهم البعض ( فنظر إليهم أحد الجنود ) وهو يرتجف طلبهم أن يذهب فأذنوا له وقالوا له بصوت خفيف أطلب دعم من الجنود المتواجدين فأنصرف يمشئ ببطئ ينظر أمامه وينظر خلفه تارة أخرى عند هنا وصل الدعم المكون من 8 جنود إلى الحبس منهم من هو خائف ومنهم من هو يضحك ومنهم من قتله التطفل يحاول بشتى الطرق فتح الباب ليشاهد ماذا يحدث في الداخل جميعهم بأسلحتهم وقوتهم متواجده شاوروا بعضهم بأنه من غير المعقول السكوت

ويجب أن يفتحوا الباب خوفاً من موت محمد أو أن يصيبه أذى ولاكن أتفقوا أن يذهب منهم شخص واحد فقط لرؤية مايحدث في الداخل فوافق الجميع ورفع الجميع سلاحهم بأيدي ترتجف خوفاً ، فتح الجندي الباب بكل هدوء بيده اليسر والسلاح بيده اليمنى وأنصدم عندما أختفت الأصوت فجأه عندما فتح الباب ووجد العرق يملاً وجه محمد وهو يقول في خوف وهلع وبصوت هادئ جداً نار نار إقترب الجندي من محمد يلمس وجهه وجسمه بسلاحه فوجد كل شئ طبيعي وعند خروجه أمسك محمد قدمه فألتفت الجندي إلى محمد فوجد في وجه محمد الخوف وكأنه يقول له لاتخرج من هنا سحب الجندي قدمه بقوه وهو ينظر إلى محمد فذهب إلى باب الحبس وأغلقه عند إغلاقه تعالت الضحكات الساخره داخل الحبس ففتح الجندي الباب سريعاً فوجد 4 رجال أقزام في الأجسام يملأ وجوههم الشعر طولهم لا يتعدى الشبرين منهم من يقفز فوق صدر محمد ومنهم من يسحب محمد من شعر رأس منهم من يضحك ومنهم من يخرج لسانه للجندي ( بسخريه ) وجه الجندي سلاحه بإتجاههم ويداه ترتعشان وهو يشاهدهم ( بعين جاحظه ) فمسك أحد الجنود الجندي بقوه وأخرجوه وأقفلوا باب الحبس ومازال الجندي جاحظ العينان نظر إلى أصدقائه وهم يوبخونه بشده قائلين له: هل تريد أن تحل علينا المصائب عندما تطلق النار على أحدهم ؟ فسكت الجندي ولم يقدر على النطق بكلمه واحده أبعدوه عن المكان وأتفقوا أن لا يفتحوا الباب مهما حدث بالداخل إلى أن تشرق الشمس طار النوم من عيون جميع الجنود فما كان منهم إلى النظر إلى الباب بتركيز وسماع ما بداخل الحبس أجهش أحد الجنود بالبكاء ولا أدري هل كان يبكي حزناً على حال محمد أم من الخوف من سماع هذه الضحكات فتاره يسمعون ضحك شديد وتاره يسمعون بكاء يقطع القلوب ولا يعلمون من أين تأتي هذه الأصوات إستيقظ الملازم من نومه وذهب إلى الجنود بحماس لسماع أخبر الأخبار فأخبروه بما حدث فقال لهم لا تفتحوا الباب حتى لو رأيتوا الدم يسيل من تحت الباب لأني أعلم بأنه لن يتم قتله في هذه الأيام سألوه بدهشه وكيف عرفت ؟ فقال ألم تسمعوا ماذكره الجني الذي خاطبنا بالأمس وقال لنا بأنهم لا يريدون قتله الأن فقالوا له الجنود بكل غضب ولماذا تبقي عليه هنا إلى الأن وأنت تعلم أن مصيره الموت ؟ فقال هذا واجبنا بأن نقف جانبه حتى ولو كنا نعلم بأن الموت مصيره وأريد أن أعرف منه عن بعض العُقد الغامضه في هذا الموضوع لأنني بدأت معه وسأنتهي وستكون لي جلسه معه اليوم ، في الصباح أستفسر الملازم عن أهل محمد فعلم تماماً أنه لا أهل له بعد وفاة أباه وهو صغير ووفاة أمه في المستشفى بعد إختفائه ولاكن علم بأن لمحمد عم يسكن بعيداً فأتصل على عمه ولم يشرح له التفاصيل ولاكن قال له بأنهم وجدوا أبن أخيه فضحك عم محمد وقال للملازم هذا كذب محمد ميت من سنتين فألح الملازم على عم محمد بالقدوم لأن محمد مازال على قيد الحياة ولاكن رفض عمه إستلام محمد مهما حدث وطلب من الملازم عدم الإتصال به مره أخرى لا في خير ولا في شر عندها سكت الملازم وأغلق السماعه وفي هذه الأثناء حضر ضباط إلى المركز بعد معرفة ماحدث وأصروا على الملازم بأن يجد حل سريع وعاجل فوافق على إيجاد حل سريع وعلى تحمل كافة المسؤوليات وبعدها ذهب الجميع إلى حبس محمد الإنفرادي ووجدوا ريقه يخرج من فمه وهو ينتفض بشده وأبلغوا الملازم بان يحضر له شيخ للقراءه عليه فقال الملازم نعم كان هذا الشئ من أول أولوياتي ولاكن أريد أولاً أن أنهي معه التحقيق وإغلاق أوراقه نهائياً لأن هناك حالات قتل غريبه حصلت ويجب فك خيوطها ومن ثم سأنظر لعلاجه والعنايه به كأخ لي فشكروه وأستأذنوه وذهبوا وأمر الملازم بوقوف 3 جنود عند حبس محمد وتقديم له الطعام عند إستيقاطه من النوم ومن ثم إحضاره للمكتب لإكمال ما بدأه مع محمد

في الصباح بعد إحضار محمد إلى مكتب الملازم جلس الملازم بجانب محمد وكان يعرف الملازم أنه ضغط على محمد بعدم توفير العلاج له ولاكن كان همه الأكبر معرفة تفاصيل القصه طلب الملازم من محمد إكمال حديثه عندما أتى عليه قوم وهو في الكهف مع صديقه ناصر فأكمل محمد حديثه وهو ينظر إلى الأعلى بأن بعد دخول قوم من الجن عليهم وكان صديقه ناصر يحتضر في هذه اللحظات بعد قطع لسانه وقطع أذنه اليسرى فخاطبوا محمد بأن يقتل ناصر فأمتنع عن هذا الشئ عندها نظر الجن إلى بعضهم البعض وخرجوا وهم يضحكون ولم يبقى داخل الكهف إلا محمد وناصر والمرأة التي قتل إبنها وكانت تنظر لهم بكل حقد وكره أمرت محمد بأن يقتل صديقه ناصر بصوت أشبع بصوت الأفاعي فأمتنع فسكنت في جسم محمد وأخذت تعذبه وهو يرتعش بشده على الأرض ويمسك التراب بيده بقوه ويصيح بصوت يسمع صداه في الجبل وبعدها خرجت منه وظهرت أمامه وصديقه ناصر ينظر إليه ويبكي وفي داخله حديث لايقدر على نطقه بسبب قطع لسانه أمتنع محمد مره أخرى عن قتل ناصر فدخل رجل ضخم الجسم أسود البشره ترى في وجهه الهلاك وأخذ يضرب ناصر بسلاسل عريضه أمام صديقه محمد فصرخت المرأة صرخه هزت هذا الجبل وأجتمع نفر من الجن وأشعلوا داخل الكهف وضحكاتهم في إزدياد سكنت المرأة مره أخرى في جسد محمد وذهبت إلى ناصر في جسد محمد وشدت ناصر من شعره قبل أن لفظ أنفاسه الأخيره ووضعته فوق النار اللاهبه في هذه اللحظه خرجت من جسد محمد وهو ينظر إلى ناصر وهو يصيح في وسط هذه النار حتى أنقطع صوته ونظر إلى يداه التي شدت صديقه ناصر إلى هذه النار وشاهد بقايا شعر رأس ناصر يداه وهو يبكي ( هنا يبكي محمد بحرقه ) ويكمل حديثه وبعد موت ناصر وإختفائه بوسط النار تركوني لثلاثة أيام لا أرى الشمس ولا أرى الطعام ولا أرى النوم حتى أصاب عقلي مرض لا أعلم ماهو وقبل قدومي للقرية المجاوره لهذا المركز بسبعة أيام كانت هناك جنيه في هذا الجبل فتاه تبلغ من العمر 23 عام تقريباً ترى العروق في جسدها من شدة بياضها وجمالها كانت تسكن جسدي وهي من كانت تحضر لي الطعام وتواسيني في الفتره التي كنت أتواجد فيها في هذا الجبل وعدتني بأن تخرجني لأنها قبل موت ناصر قالت لي بأنها لا تستطيع إخراجي أنا وناصر من هذا المكان ولم أعلم حتى يومي هذا لماذا لم تكن تستطيع إخراجنا المهم أنها تسكن جسدي هي وإمرأة عجوز و 4 رجال أقزام قبل أن أخرج من الجبل قالت لي بأنني سأغيب عن الوعي وسأجد نفسي بعيداً عن هذا الجبل وفعلاً أستيقظت ووجدت نفسي في أحد الطرقات السريعه ومشيت حتى وجدني أناس لا أعرفهم عندها لم أكن مستور العوره بشكل جيد ستروا عورتي بهذا الثوب وبعدها قالوا لي أنه يجب أن أذهب إلى القسم برفقتهم إ ..فهم الملازم الكثير من الغموض الذي كان يعيشه ولاكن سأله عن موت الجندي الذي وجد ميتاً بـ ( سكته قلبيه ) فقال محمد في الأمس رأيت وأنا نائم ماحدث للجندي فلقد رأيت من يسكني من الجن يصورون لي ماحدث للجندي فلقد رأى 7 أطفال وأقفل الباب وعند فتحه الباب مره أخرى رأى المرأة الجنيه التي وقفت بجانبي في المحن التي مريت بها وهي تمسح على رأسي وتبكي ونظرت إليه فأصيب بـ ( السكته القلبيه ) .. طلب الملازم من محمد أن يشرح له حياة الجن الذي كان يعيش معهم فذكر له أنه كان بين القوم غرباء وكان هناك البعض من الجن لم يشاهد في حياته مثل طيبتهم وعطفهم ولاكن لم يكن في إستطاعتهم فعل شئ له ولناصر وكانوا يعيشون حياتهم اليوميه كالإنسان تماماً ولاكن هناك الكثير من الإختلاف وكانوا على العديد من الديانات منهم المسلم ومنهم المسحي واليهودي والعديد من الجنسيات والقبائل وكانوا أقوام كثيرة لم ألتقي بهم جميعاً وكان عذائهم يختلف من جني لأخر فكانوا أصناف منهم من يأكل الروائح كالبخور وغيرها ومنهم من يشرب الدم ومنهم من يأكل روث البهائم ورأيت في ليله رجل من الإنس في هذا الجبل فتهجمت عليه جنيه نعرفها وهي من نوع معين من الجن تدعى ( السعلاه ) وكانت تأتي في شكل إمراة هجمت على هذا الرجل وخنقته حتى الموت وكانت تأكل لحمه وتلعب به كأنه دميه في يدها ، ( لا أخفيكم أنه دخل الخوف قلب الملازم وأمر الجندي بأن يذهب بمحمد لحبسه الإنفرادي وقد اتصل بطبيب لكي يأتي للكشف والتأكد من سلامة محمد الجسديه ) بعد التحفظ على محمد بدون علاج أو حل سريع والحرص على عدم إنتشار الموضوع والإحتفاظ بأوراق التحقيق مع محمد تحت نطاق ( سري للغايه ) ،، لأسباب مجهوله !

بعد دخول الطبيب على محمد أكد بأنه يجب نقله إلى المستشفى لعمل تحاليل دقيقه ، ونقل محمد إلى المستشفى بحراسه مشدده أمر بها الملازم وعند العوده للمركز أكد الطبيب للملازم بأن محمد يعاني ( إلتهاب الكبد الوبائي ) وأمراض أخرى وأكد الطبيب بأن حالته لا تسمح له بالبقاء هنا ولاكن الملازم رفض خروجه لأنه كان يعلم أن في حالة خروج محمد ستكون هناك أحداث لا تحمد عقباها وبعد مشاده في الكلام مع الملازم ذهب الطبيب وهو يهدد الملازم بأن يفضخ أمره وأن يرفع شكوى ضد الملازم بسبب أنه يتحفظ على شخص يعاني من أمراض نفسيه وجسديه لا يتحملها جسد إنسان وعند خروج الطبيب سقطت دموع الملازم وهو لا يعلم ماذا يفعل دخل على محمد في الحبس ووجده يحدث نفسه بشده وكأنه يلومها على شئ ما ! أقترب الملازم من محمد وعيناه شديدة الإحمرار من البكاء والحزن وجلس بجانبه في الحبس فنظر محمد إلى الملازم ورأى الحزن الشديد في عيناه عندها سأله عن سبب هذا الحزن فمسح الملازم دموعه ونظر إلى محمد وقال له: أعلم أنني ضغطت عليك كثيراً وحملتك شئ لا تحمله الجبال أنت مصاب بأمراض منها ( إلتهاب الكبد الوبائي ) ولاكن لا أستطيع إخراجك من هنا إلا بعد أن ننتهي تماماُ من التحقيق ولاكن محمد رد عليه بأن التحقيق إنتهى وبأن الملازم أخذ جميع أقواله فقال له الملازم أعلم ولاكن أحاول أن أبحث عن أعذار لإبقائك هنا ومن أهمها هو أنني لم أنهي معك التحقيق ولاكن الحقيقة هي أنه لم يبقى شئ تقوله ولم يبقى شئ أسمعه منك لأن التحقيق معك إنتهى فعلاً ولاكن خروجك في الوقت الحالي خطر على حياة أناس لم يشاهدوا أو يسمعوا شئ من الذي شاهدناه وسمعناه نحن هنا في المركز لذلك سأرفع أوراقك للجهات المختصه لتنظر في أمرك وننتظر حتى يصلنا أمر يرشدنا إلى أين نذهب بك لكي نخلي مسؤوليتنا تماماً فأنت حتى الأن تحت مسؤوليتي حتى بيتي وأهلي تركتهم لثلاثة أيام لأن وجهي الأن أسود أمام الجميع بسبب موت الجندي ولا أريد أن يموت شخص أخر فأتحمل أنا المسؤوليه هل فهمت ما أقول ؟ فقال له محمد وهو يبتسم لايهمني إن بقيت هنا أو ذهبت لأي مكان لأن لا حياه في نظري لا أرى إلا الهلاك فأفعل ما تراه مناسب خرج الملازم بصدر كئيب وعين تدمع وجمع جميع أوراق محمد وأوراق التحقيق وأمر برفعها بسريه تامه إلى الجهات المختصه والإهتمام فيها وإنتظار منهم رد سريع يحدد مصير محمد المجهول ! .. عندها خلد محمد في النوم وشاهد في منامه صراخ وتوعد وبكاء وشاهد ناصر ينظر إليه من مكان بعيد ويبكي بحرقه وشاهد في منامه الطفل الذي قتله في الجبل وشاهد أم الطفل وهي تشد شعر رأسها وتأكل طفلها الصغير وتتوعد ثم شاهد أمه ( التي فارقت الحياة حزناً على محمد ) ساجده لله تدعي بأن يخرج إبنها من الجحيم الذي يعيشه وأخيراً شاهد الجنيه التي تسكن جسده وهي تبكي وتلمس وجهه ودموعها تتساقط على وجه محمد نظر إليها وهو مبتسم فأختفت فجأه ففجع محمد من نومه ينتظر مصيره المجهول !

هنا دخل الملازم على محمد في حبسه وذكر له محمد بأنه يرى في منامه كوابيس فقال له الملازم لا تقلق يجب أن ترتاح الأن وسأتصل بشيخ في هذه القريه عاد محمد إلى نومه وهو يهلوس بأشياء غير مفهومه لم يفهم منها الجنود إلا كلمات بسيطه مثل ( حياه - موت - عذاب ) هنا إتصل الملازم برجل كبير في السن في هذه القريه عرف عنه بين أهالي القريه بأنه بعالج المس بالقرآن الكريم بعد سرد التفاصيل لهذا الشيخ تعجب الشيخ من هذه الحاله وقرر بأن يأتي في الحال إلى المركز لم يكن الملازم يريد أن يتم علاج محمد عندما إتصل على الشيخ ولاكن كان يريد التأكد هل محمد ممسوس حقاً أم أنه ( مجنون ) رغم أن الملازم سمع الجني وهو يحاوره ولاكن لم يصدق ! ، عند قدوم الشيخ إلى المركز دخل برفقة الملازم إلى حبس محمد لإنفرادي وأمر بإمساك محمد بشده عند القراءه لأنه كان يشك بأن حالة محمد خطره جداً بعد أن جلس الشيخ والذي يبلغ من العمر ( 72 عام ) بجوار محمد وأخذ نظر إلى محمد بكل حزن قال له أين كنت كل هذه المده ألم تتحصن بالقراءه ونحوها ؟ فقال له محمد لم أجد بشر ولم أشاهد بشر من عامين إلا وهم يقتلون في هذا الجبل ، عندها نظر الشيخ لمحمد وهو يبتسم ويمسح على رأسه فمسك الشيخ رأس محمد وبدأ بقراءة بعض الآيات من القرآن الكريم عندها أشتد صراخ محمد الذي أسقط قلوب الجنود من الخوف والشيخ يزيد في رفع صوته وكأنه في حرب مع الجن ومحمد يصرخ بشده ويتألم وفجأه سقط مغشياُ عليه ويده اليسرى ترتعش بقوه عندها سكت الشيخ وقال أقسم بالله إن لم تخرجوا من جسد هذا المسلم لأحرقكم بالقرآن الكريم أنتظر الشيخ ولاكن لا جواب وأستمر في قراءة القرآن بحزم وصوت عذب وعالي جداً عندها سمع صوت رجل يبكي ويقول بصوت عالي وبكاء ( أحرقت قدمي سأخرج منه الأن ) وعندها توقف الشيخ عن القراءة وقال له يا ملعون أخرج منه الأن وإلا سأحرق باقي جسدك والجني يبكي بصوت مبحوح وعندها قال له الجني وهو يبكي لقد قتل أحد أبنائنا ولقد دخل منازلنا فقال له الشيخ لم يكن يقصد أن يقتل أحد أبنائكم ورد عليه الجني لقد أنعم الله على بني البشر بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فهي التي تحمينا منهم وتحميهم من شرنا فلماذا لم يقولها وهو يمشي في الجبل فقال له الشيخ بأن هذا إنسان وإن الإنسان كثير النسيان وطلب منه أن يخرج فشتم الجني الشيخ وقال له والله لن نخرج منه عندها مسك الشيخ برأس محمد بشده وقرأ بصوت عالي حتى أزداد الصراخ والبكاء وعندها توقف الشيخ وأخبرهم بأنه سيحرقهم بكتاب الله إن لحق أذى بمحمد أو الأشخاص الذين بقربه عندها أصر الملازم على أن يأكل الشيخ معهم وأن لا يذهب إلا بعد أن يتم كرمه فوافق الشيخ وعند أكل الشيخ والملازم ومحمد رأى الشيخ محمد يأكل بشهوه عاليه جداً بيده اليمنى واليسرى فنظر الشيخ لمحمد وضربه على وجهه بقوه فنظر محمد للشيخ وأكل بكل هدوء عندها نظر الملازم للشيخ بكل تعجب وعند إنتهاء الاكل وذهاب محمد إلى حبسه الإنفرادي سأل الملازم الشيخ عن سبب ضرب محمد وذكر الملازم للشيخ بأنه منذ ألتقى محمد وهذه طريقته في الأكل فقال الشيخ للملازم يا إبني الذي كان يأكل ليس محمد ولاكن من كان يسكن محمد فطريقة الجن في الأكل لا يختلف عليها إثنان وعندما ضربته هرب الجني ألم تنظر إلى محمد وهو يأكل بكل هدوء وإحترام لنا وإحترام للنعمه التي أمامه فقال له الملازم نعم رأيته قال له الشيخ إذا محمد من كان يأكل بعد بهدوء بعد ما ضربته على وجهه فأبتسم الشيخ للملازم وقال له أنت رجل أمن تعمل على التحقيق مع المجرمين ونحو ذلك وأنا أقرأ على الناس لطرد الجن من أجسادهم لا أريد في هذا إلا الأجر من الله تعالى فأنت لاتعلم عن الجن شئ وأكمل الشيخ حديثه وهو يضحك وأنا لا أعرف كيف أحقق مع المجرمين فضحك الملازم وقال للشيخ جزاك الله كل خير ياشيخ فقال له الشيخ بأنه لا يستطيع الحضور لعلاج محمد إلا بعد يومين بسبب إرتباطه بمواعيد كثيره للعلاج وأكمل الشيخ حديثه للملازم بأنه كان يريد إكمال القراءه على محمد ولاكن ليس عنده الوقت الكافي ووعد الملازم بالحضور بعد يومين لإكمال القراءه وشكره الملازم وذهب الشيخ ، وهنا ذهب الملازم إلى مكتبه لينظر في أمر بعض المجرمين في المركز وعندها كان محمد في حبسه ينظر إلى قدمه المبتوره ويبكي وكانت حالته النفسيه والجسديه في حاله خطره جداً لم يكن يهتم في حياته ولاكن كان يفكر في شخص أخر ويبكي كلما تذكر هذا الشخص وكان لا يريد لهذا الشخص بأن يعيش حياته التي عاشها لم يذكر محمد تفاصيل هامه جداً حدثت له في الجبل لأنه تم تهديده من الجن بأنه سيقتل في الحال وأن الشخص الأخر سيقتل أيضاً إذا ذكر في التحقيق هذه التفاصيل ولاكن محمد كان ينتظر اللحظه المناسبه لفتح باب هذه التفاصيل التي كان يعاني نفسياً وهو يكتم هذا السر في صدره

وصل فاكس لمركز الشرطة من أحد الجهات التي أمرت بنقل محمد إلى ( مستشفى شهار للأمراض النفسية والعقلية ) بحي شهار - مدينة الطائف بعد التنسيق مع شهار ، لم يتوقع الملازم هذا الرد وكان حزين جداً وشعر بغلطته عندما أرسل أوراق التحقيق إلى هذه الجهه رضي الملازم بالأمر الواقع وفي إتصال مع مستشفى شهار طلبوا منه أن يتم إخراج ( بطاقة الأحوال ) لمحمد ولن يتم إستقباله إلا بإثباته الشخصي وهنا لم يكن من الملازم إلا الإتصال بصديقه له في الأحوال المدنية والتنسيق معه فأخبره بالموافقه ولاكن بعد أخذ الإذن من الجهات المختصه لأن محمد لم يكن يملك أي شئ يثبت بأنه ( سعودي الجنسية ) ذهب الملازم إلى محمد في حبسه التعيس الذي تملأه ذكريات حزينه وأخبره بأنه يجب أن يذهب لإستخراج البطاقة الشخصية فسأله محمد عن السبب فأكد له الملازم بأنه يجب عليه إخراج البطاقة وبعدها سيقول له لماذا يخرجها و ( كالعاده ) لم يكن من محمد إلا الموافقه وأكد الملازم أن الذهاب للأحوال سيكون في صباح الغد وخرج من الحبس وأمر الجنود بحراسة محمد وأن يصبروا لأنه لم يبقى لمحمد في المركز إلا أيام قليله ومعدوده وهنا تلقى الملازم إتصال من أحد كبار الضباط أكد له بأنه لم يتحمل المسؤوليه جيداً ولم يتعامل مع الحاله بشكل سليم بحيث أنه أهمل الحاله لوقت طويل وكان من المفروض أن يرفع أوراق محمد مبكراً للجهات المختصه ولاكنه تأخر في رفعها حاول الملازم أن يقنع الضابط أنه كان يجب إنهاء التحقيق مع محمد ولاكن مازال الضابط يؤكد للملازم بأنه فشل هذه المره وأنتهت المحادثه أخذ الملازم نفس طويل وهو في حالة سكوت وكأن الدنيا إنتهت ذهب إلى الخارج ليتنفس القليل من الهواء البارد ويتأمل في جمال ضوء القمر أخذ الملازم يفكر وهو جالس فوق سيارته ينظر إلى السماء عندها سمع أصوات في مدرسة مهجوره أمام المركز ومنذ أن تم بناء المركز لم يتم سماع أصوات تخرج من تلك المدرسة وكانت ( مدرسة بنين ) إقترب من المدرسه فشاهد يد سوداء تلوح له من أحد نوافذ هذه المدرسه فأخذ ينظر بدهشه وخوف فسمع صوت إمرأة من داخل المدرسة تقول للملازم لقد فشلت في إنقاذ محمد يا هذا وتعلو الضحكات داخل المدرسة قام محمد بالفرار داخل المركز وأمر الجنود بالذهاب إلى المدرسة المهجوره والدخول لها للتأكد هل هناك أحد بالداخل فرفض الجنود وقالوا لن ندخل هناك لو تم قطع رؤوسنا عندها نظر الملازم إليهم بكل غضب وقال لماذا ؟ قالوا له أنت تعلم بأنه لم يدخل أحد هناك منذ سنوات وتريدنا أن ندخل قد تكون مسكونه أو فيها عله أو من هذا القبيل لن ندخل مهما حدث عندها قال لهم لن يحدث شئ وألح عليهم إلى أن وافق 3 جنود على الذهاب ( لم يعصى هذا الملازم منذ أن بدأ دوامه في هذا المركز ولاكن من الذي شاهده الجنود قلت عزيمتهم وزاد خوفهم ) ذهب الثلاثة جنود إلى هذه المدرسه فحطموا قفل الباب والأسلحه والنور بأيديهم دخلوا المدرسة فوجدوا أقلام وأوراق مبعثره وكراسي تم تحطيمها وكل شئ موحش داخل هذه المدرسه بعد إستكشاف الدور الأول لم يلاحظوا شئ هام وبكل هدوء توجهوا للدور الثاني ولم يجدوا شئ إلا بقايا ذكريات على جدار الفصول فتحوا النافذه التي رأى الملازم اليد السوداء منها وهم ينظرون للملازم ويخاطبونه بأنهم لم يجدوا شئ فأمرهم بالرجوع بكل حذر عند نزولهم من الدور الثاني سمعوا صوت بكاء في أحد الفصول عادوا للدور الثاني وفتحوا باب الفصل فوجدوا محمد جالس وينظر إليهم ويخرج لسانه لهم ويقول لهم لقد هربت من الحبس أيها الأغبياء أنصرع أحد الجنود فحمله أصدقائه وأنطلقوا فسمعوا أبواب الفصول تقفل بقوه وعند وصولهم للباب الخارجي وهم في حالة خوف وجدوا رجل ضخم جداً أسود اللون ينظر إليهم وفي رقبته سلاسل عريضه وبجانبه إمرأة عجوز شعرها شديد البياض تنظر إليهم وهي تضحك كالمجنونه أنطلقت هذه العجوز كالسهم فقفزت على الجندي الذي أصابه الصرع وخنقته وهي تنظر إليه وتضحك حتى فارق الحياه لم يكن من الجنديين إلا إطلاق النار عليها وعلى الرجال الضخم وهم في بكاء شديد ولاكن هيهات وجه أحد الجنود السلاح إلى رأسه كأخر الحلول فوضع حد لحياته عندما أفجرت الطلقه رأسه في هذه الأثناء كان الملازم بالخارج كالمجنون يتصل على المراكز المجاوره ويطلب إحضار قوات خاصه للمسانده بس سماعه دوي إطلاق النيران داخل المدرسه لم يبقى إلا الجندي الأخير داخل المدرسه أنطلق بسرعه قصوى وتوجه لنافذه أحد الفصول وقفز منها ، سقط على الأرض وهو في حاله حرجه بعد 6 كسور في قدمه وكسر في الحوض و4 كسور في يده اليمنى وبعد قليل من الإنتظار حضرت القوات وأغلقوا جميع الطرق المؤديه إلى المركز والمدرسه وحضر الإسعاف وأسعفوا الجندي الأخير داهمت القوات المدرسه فوجدوا الأذن اليمنى ولسان الجندي تم قطعها وتم نهش لحم بطنه ورقبته مليئه بالكدمات والدم بعد خنقه وتم إختفاء أعضاء داخل جسمه ( قلبه وكبده ) ووجدوا دماء الجندي الثاني على جدار المدرسه بعد أن فجر رأسه بطلقه من سلاحه ووضع حد للخوف والحياه ولاكن لم يجدوا من فعل الجريمة وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض والسكوت سيد الموقف وكانت رائحه الدم والموت منتشره في المكان

حذر أحد الضباط في القوات الخاصه من لمس الجثث أو لمس أي مكان داخل المدرسه وتم الإتصال على ( المباحث الجنائيه والطب الشرعي ) بعد حضور المباحث والمكان يعم بأصوات الإسعافات وصراخ الضباط بتوجيه الجنود ، هنا تعجب خبير البصمات بعدم وجود أي بصمات في المكان غير بصمات الجنود وأكدوا أن الجندي الأول قتل مخنوقاً ثم أنتحر الجندي الأخر بعده بدقيقه و 34 ثانيه تقريباً وأكدوا بأنه أنتحر فعلاً ولم يقتل فألتفتت الأنظار إلى إتهام الجندي الذي قفز من النافذه بقتل الجندي الأول ! وقد أزدحم المكان بأهالي القريه الذين فزعوا على أصوت إطلاق النار داخل المدرسه تم نقل الجثث إلى ثلاجة الموتى عن طريق الإسعافات وتم إغلاق المدرسه والبحث داخلها لعلهم يفلحون في وجود أي دليل مرت ليله صعبه جداً على اطفال ونساء القريه أصابهم الخوف والهلع ، وهنا ذهب أفراد المباحث الجنائيه إلى الجندي الثالث لأخذ أقواله فذكر لهم بأن الملازم أجبرهم على دخول المدرسة بعد ما شك في وجود أشخاص داخل المدرسة وأكمل حديثه فعلاً دخلنا المدرسه وأكمل حديثه بشرح الأحداث التي رأها داخل المدرسة ، فقالوا له بأنهم سيكملون التحقيق معه بعد خروجه من المستشفى ، توسعت القضيه ووصلت إلى تعيين عميد في المباحث الجنائيه للقيام بالمهمه وكشف خيوط الحادثه تم التحقيق مع الملازم ووجه له العميد جريمة التحفظ على محمد داخل المركز وعدم رفع أوراقه بسرعه إلى الجهات المختصه وأتهمه أيضاً بالإهمال بسبب موت جندي في المركز قبل بضعة أيام وموت إثنان من الجنود داخل المدرسه وإصابة الجندي الثالث وهنا أوضح له إهماله وأتهم العميد ضباط المركز بسبب إعطاء محمد الثقه الكامله ، تم حبس محمد في مقر عمله للنظر في أمره لاحقاً وتم فصل 6 من الجنود ظلماً بسبب تسترهم على جميع الأحداث التي كانت تحدث بداخل القسم وتم توجيه أمر لمقدم بأن يستلم بأقصى سرعه في هذا المركز وحل الأمور سريعاً وتم تزويد المركز بأفراد ( 9 جنود - 4 عرفاء - 3رقباء - رئيس رقباء ) في عصر نفس اليوم إستدعى المقدم محمد وأكد له بأنه سيذهب في صباح الغد لإستخراج إثبات شخصي من الأحوال المدنية هنا عرف محمد لماذا كان يطلب منه الملازم أن يذهب لإستخراج الإثبات الشخصي طلب المقدم من الجنود بإحضار الملازم في الحال وسأله لماذا يرسل الجنود إلى المدرسة وهو يعلم بأن هذا الشئ خطر عليهم ؟ فسكت الملازم ، فقال له المقدم بأنه إنسان فاشل في عمله وأنه سيتحمل المسؤوليه كامله في جميع ماحدث ( كان الملازم في موقف لا يحسد عليه أبداً ) وأكد المقدم للملازم أن الأمور لا تحل بهذا لشكل الهمجي وأكمل المقدم حديثه: إذا كان ما قرأته وسمعته حقيقة وأن المكان مسكون وأن محمد مسكون بالجن فإن الأمور لاتحل بالسلاح والهمجيه التي أزهقت الأرواح وأكد له بأنه سيعمل على فصله من عمله ، لم ينطق الملازم بكلمة واحدة ، كان ينظر إلى الأرض وهو في حزن شديد وأمر الجنود بأخذ الملازم إلى الحبس الإنفرادي وتشديد الحراسه عليه ذهب به الجنود إلى الحبس وهم يخاطبون أنفسهم بـ ( عزيز قوم ذل ) إتصل المقدم على الجندي المصاب ليطمئن على حالته وهنا أكد له الجندي بأنه شاهد محمد في المدرسة ، هنا تم إستدعاء محمد وسأله المقدم أين كنت في فج هذا اليوم أكد له محمد بأنه كان في الحبس وطلب منه بأن يسأل أحد الجنود الذي كان واقف يحرسه وتم سؤال الجندي فأكد الجندي للمقدم بأن محمد فعلاً كان في الحبس أخذ المقدم يفكر وأخذه الشك بأن محمد ساحر أو أن الجندي المصاب ( متخلف عقلياً ) ، فقاطع محمد أفكار المقدم وأكد له بأن من شاهدوه في المدرسة ليس هو وأكد له بأنه جني تهيأ على هيأته هنا نظر المقدم إلى محمد وهو يضحك بصوت عالي ويقول لمحمد أتمنى لك الشفاء العاجل يبدو بأنك نقلت مرضك للملازم الغبي وأمر الجنود بأن يذهبوا بمحمد إلى الحبس الإنفرادي وربط أقدامه من الأعلى بسبب بتر إحدى قدميه وربط أيديه بشده وإغلاق فمه بقطعة قماش فما كان منهم إلا فعل ما أمروا به بعد إغلاق فم محمد بقطعه من القماش أخذ محمد ينظر إليهم وهو يبكي أقفلوا عليه باب الحبس وكأنه حيوان لا إحساس له ، رفع المقدم طلب للجهات المختصه بفصل محمد من عمله للضروره القصوى بسبب أنه لا يجيد التعامل مع القضايا التي تواجهه وأنتظر جوابهم على أحر من الجمر ، هنا كان محمد ينتفض في الحبس بشده وهو مربوط ثم فقد الوعي ، وفي صباح اليوم الثاني تم فك رباط محمد وقد أسودت يداه بسبب ربطها بقوه ذهب إلى الأحوال المدنيه التي تبعد أكثر من 35 كيلو عن القرية وأستخرج إثبات شخصي بسرعه وكانت صورته في البطاقه تعبر عن ألم وحزن وقد أهلك الزمن ملامح وجهه عند عودته للمركز إتصل المقدم بـ ( مستشفى شهار للأمراض النفسيه والعقليه ) ونسق معهم ، كان محمد في هذه الأثناء متواجد في مكتب العقيد وذكر له العقيد بأنه سيذهب في الحال إلى شهار بحراسه مشدده بسبب خطورة حالته وافق محمد وهو يبتسم للعقيد بإنكسار وطلب منه زيارة الملازم فوافق العقيد فذهبوا به إلى الملازم دخل محمد على الملازم وجلس بجانبه وودعه وذكر له بأنه سيحتاجه لاحقاً تعجب الملازم من محمد وقال له ماذا تريد ؟ .. فقال له محمد أقسم بالله بأنه لا يوجد أحد يسند ظهري في هذه الدنيا إلا الله ثم أنت سأحتاجك في وقت لاحق وأطلب منك بأن تعدني بالوقوف معي فوعده الملازم وسلم عليه ونظر محمد إلى المركز قبل خروجه وهو مقيد الأيدي نظره غريبه فيها فيها الحزن والقهر وهو يلوم نفسه على كل ماحدث في هذا المركز ..

وفي الحبس كان الملازم يفكر هل كان على صواب أم خطأ وأخذ يخاطب نفسه كيف سيعيش هو وزوجته وبنته الصغيره إذا تم فصله من العمل ، قاطع أفكاره التعيسه الجندي وهو يفتح باب الحبس ويدخل له الطعام بكل حزن وهو ينظر إلى الملازم فشكره الملازم وأخبره الجندي بأنه سيقف لحراسته فقال له الملازم وهو يبتسم نعم إنها الدنيا يوم ولك ويوم عليك ، نظر الملازم للجندي وسأله هل ذهب محمد ؟ فقال له الجندي نعم ذهب قبل قليل إلى شهار ، فقال الملازم للجندي أخاف عليه أن يصيبه شئ في سفره لأنه أخبرني بأنه يحتاجني لاحقاً فقال له الجندي لا تقلق لقد سافر بحراسه مشدده بأمر من العقيد عندها إستأذن الجندي من الملازم وأغلق عليه باب الحبس وأكل الملازم طعامه وهو ينظر لحاله ويلوم نفسه بسبب حادثة المدرسه ، مرت الساعات ببطئ على الملازم حتى بدأ الظلام يفرض نفسه على المركز والقريه كان الملازم خائف وهو وحيداً في هذا الحبس الذي لا يرى فيه جليس ولا ونيس غلبه النوم فرأى في منامه المركز وهو يحترق والدماء تملأ المكاتب والطرقات داخل المركز ففجع من نومه وذهب يدق باب الحبس ففتح الجندي الباب وذكر له ما رأى في منامه وأنه خائف وطلب من الجندي بأن لا يقفل عليه الباب فقال له الجندي لو كنت أستطيع فعل شئ لأرجعتك لمكتبك وأرجعت لك كرامتك التي سلبها منك العقيد فقال له الملازم وهو غاضباً لم تلده أمه من يسلب مني كرامتي ورجولتي لقد فعلت ماكنت أراه صواب ولاكن قدر الله وما شاء فعل عاد محمد وقد هيم الحزن عليه إلى حبسه التعيس ولم يكن أمامه حل إلى النوم ، هنا كان العقيد نائم في المكتب وشخيره يملأ المكان وكان يتقلب ويتقطع نومه وهو يسمع أصوات تتهامس في المكتب لم يهتم بهذه الأصوات بسبب التعب وشدة الإرهاق ولاكن كانت هذه الأصوات تعلو في كل مره حتى فتح عيناه بكسل فشاهد إمرأة سوداء تجلس على الكرسي والمكتب أمامها وفي تنظر للعقيد وتبتسم طار النوم من رأس هذا العقيد ووقف وهو يمسح عيناه فصرخ وهرب وهو يصرخ كالمجنون فأنطلق إلى باب المكتب وفتحه وهو يركض ويصرخ حتى وصل لغرفه يستريح فيها الجنود دخل عليهم وهو مفجوع وذهب مسرعاً إلى أحد الجنود فضم الجندي إلى صدره وهو يقول بصوت يملأه الخوف لقد رأيت إمرأة في المكتب فأجلسوه وقدموا له الماء وهم يحاولون تهدأته فذهب 4 من الجنود إلى المكتب ولم يجدوا شئ دخلوا على العقيد وأكدوا له بأنه لا يوجد شئ وأن كل شئ سليم وقالوا له إنه كان مرهق بسبب العمل فأصابته الكواليس عندها قال لهم بأنه متأكد من أن هناك إمرأة متواجده في المكتب وأنه لن يذهب إلى هناك إلى عند شروق الشمس فرحبوا به وقدموا له قطع من الكيك وأخذ يأكل وهو يفكر في تلك المرأة قطع أحد الرقباء المتواجدين أفكاره عندما قال له هل المرأة جميله ( وهو يضحك ) فأعتلت ضحكات الجنود فنظر إليه العقيد وهو غاضب وخائف بنفس الوقت ، وعندما كانوا يتسامرون ويضحكون سمع العقيد بكاء في أحد مكاتب المركز فقال لهم وهو كالمجنون أصمتوا أصمتوا صمت الجميع فقال لهم وهو يرتعش هل تسمعون ؟ فقالوا له والله بأننا نسمع صوت بكاء فقال له ألم أقل لكم أيها الأغبياء بأني رأيت إمرأة في المكتب ( كان هناك العديد من المكاتب في المركز ولاكن صوت البكاء لم يكن في المكتب الذي كان العقيد نائماً داخله ولاكن كان في مكتب أخر ) ، إتجهوا جميعهم إلى هذا المكتب ماعدا أحد الجنود قال بأنه لن يذهب وقال لهم سأنتظركم هنا ذهب الجميع بإتجاه المكتب بخطوات ثقيله فأمر العقيد أحد الجنود بفتح الباب وصوت البكاء لم يذهب بعدما فتحوا الباب إختفى الصوت فجأه نظروا لبعضهم البعض في حيره ، وهنا كان الجندي الذي قال لهم بأنه لن يذهب معهم في الغرفه التي يتسامرون فيها يشاهد التلفاز وفجأه دخلت عليه إمرأه قصيرة القامه سوداء الوجه وعيناها شديده الإحمرار دخلت عليه وهو ترفع يدها والشعر يملأ يدها وهي تسير بإتجاهه وتشير إليه بيدها فجلس ينظر إليها ونبضات قلبه تزيد بسرعه جنونيه والمرأة تقترب إليه ثم تقترب حتى وصلت أمام وجه الجندي مباشرة وهو ينظر إليها ويده مشدوده وعروق وجهه كادت أن تنفجر فنظرت إليه وقالت له أخرجوا من هنا وإلا أخذنا أجسامكم سكن لنا فأبتسمت في وجهه وأخرجت له لسانها ( أسود اللون ) فذهبت بإتجاه الحائط ودخلت فيه عندها دخل الجنود عليه ونظروا إليه فوجدوه مازال ينظر في نفس المكان الذي رأى فيه الجنيه وجسمه مشدود وكادت عيناه أن تخرج من هول ماشاهد إقترب منه الجنود بحذر فنظروا إليه وسألوه ماا أصابه فنظر إليهم ولم ينطق بكلمه مسكه العقيد بقوه من صدره وأقترب منه وهو يصرخ تكلم أيها الغبي ماذا أصابك فسقطت دموع الجندي وهو ينظر إلى العقيد بدهشه وخوف وهو يشير إلى الحائط فصرخ العقيد في وجهه ثم صفعه في وجهه بقوه وقال له أيها الغبي تكلم ماذا حصل فقال له الجندي وهو يبكي وقد أصابته الصدمه والخوف لقد دخلت في الحائط فقال له العقيد من هي أيها الغبي فقال له إمرأة قصيرة القامه سوداء الوجه الشعر يملأ يدها الشعر قالت لي أخرجوا من هنا وهي تبتسم ثم ذهبت إلى الحائط ودخلت من الحائط ولا أدري أين ذهبت هنا نظر العقيد إلى الجنود وقال لهم بأن هذا المكان يملأه الجان يجب أن نكون مع بعضنا البعض ولا نفارق بعض أبداً وأكمل حديثه كل هذا بسبب الملازم الغبي المدعو محمد والمعتوه الأخر المدعو محمد 

وعند شروق الشمس دخل العقيد بغضب إلى حبس الملازم وأمر الجنود بالذهاب لأنه يريد الملازم في حديث سري للغايه دخل العقيد على الملازم وطرحه على الأرض وهمس في أذنه قائلاً صدقني سأقتلك هنا ولن يعلم عنك أحد فقال له الملازم أقتلني ماذا تنتظر فأخرج العقيد مسدسه ووضعه على رأس الملازم فقال الملازم للعقيد هل تعرف جزاء وضعك السلاح على رأسي فقال له العقيد سأهدر دمك هنا ولن يجرأ أحد على إتهامي بقتلك أيها العبيط أخبرني ماذا يحدث في هذا المركز ؟ فقال له محمد لا أعلم ، فقال العقيد لقد رأينا وسمعنا أشياء غريبه ، فقال له محمد لا أعلم عن ماذا تتحدث فأمسك العقيد رأس محمد بشده وقال أقسم بالله أن أفجر رأسك هذا بطلقه واحده إن لم تخبرني الأن ماذا يحدث ؟ ، هنا قال له الملازم هم من قتلوا الجنود فقال له العقيد من هم فرد الملازم على العقيد الذي رأيتهم هم من قتلوا الجنود ، فأبعد العقيد المسدس عن رأس الملازم وأجلسه وقال له هل هذا المكان مسكون ؟ فقال له الملازم لا أعلم ولاكن المدرسة المجاوره لنا قبل قتل الجنود سمعت إمرأة تقول لي لقد فشلت في إنقاذ محمد هنا فتح العقيد عيناه وهو ينظر للملازم فقال العقيد للملازم هل هو مسكون منذ فتره فقال الملازم لا ولاكن بعد قدوم محمد إلى هنا نرى ونسمع أشياء غريبه لا تفسير لها فأخذ العقيد نفس طويل وقال للملازم هل محمد ساحر ؟ فقال له الملازم لا ولاكنه مسكون من الجن فرد عليه العقيد نعم لقد قرأت التحقيق الذي أجريته معه ولاكن ماذا نفعل الأن فقال له الملازم أخرجني من هنا أولاً فقال له العقيد ولاكن هناك أوامر بعدم إخراجك من الحبس وعدم توكيل أي مهمه إليك حتى ينظر في أمرك فقال له الملازم إذا لا داعي لخروجي أذهب ولاكن كن حذراً ، خرج العقيد وهو يشتم الملازم ويشتم محمد ، وهو يصرخ إن رأيت هؤلاء الجن مره أخرى سأسحقهم بقدمي ! ( صرح العقيد حديثه في كبرياء وغرور وهو يعلم بأنه لا يستطيع فعل شئ فقط لإثبات

وجوده ) .. وهنا كان أحد الجنود يسمع تفاصيل حوارهم ، عند وصول محمد إلى ( مستشفى شهار للأمراض النفسيه والعقليه ) تحت عنايه شديده تم وضعه في أحد الغرف وتم ربط أيديه في المركز أرسلت الجهات الخاصه بيان للعقيد بأنه تم فصل الملازم من عمله وفعلاً ذهب العقيد إلى الملازم وأخبره بفصله من العمل بعد مغادرة الملازم المركز بيومين بعد التحقيق وجد العقيد مقتولاً في المكتب في أسباب غامضه ولاكن تم العثور على ( مسجل ) وبداخله شريط وجد فيه أصوات غريبه ! ، تم إحالته إلى الجهات المختصه وعند تشغيله تم سماع ضحكات وجن يتكلمون إلى العقيد بأن حياته أنتهت وتم سماع صوت العقيد وهو يبكي إلى أن إختفى صوت بكائه هنا تم إغلاق المركز وهاجر بعض أهالي القرية بدون عوده مرت من الأيام 94 يوماً ولم يسمع أحد بأخبار محمد حتى وجد رأسه مفجوراً وهو على سجادته بعد صلاة الفجر وبيده رساله إمتلأت بالدماء مكتوب على ظهرها خاصه وسريه إلى الملازم محمد وأكمل إسمه إلى النهايه كتبها قبل موته لأنه كان يشعر بأن حياته قد إنتهت نقل محمد إلى ثلاجة الموتى وقبل موت محمد أوصى أحد العاملين في شهار رجل ملتزم وطيب الأخلاق بإيصال الرسالة إلى الملازم في سريه تامه فوعده هذا الرجل بإيصالها إلى الملازم عندما أخبره عن سكن الملازم لأن الملازم أخبر محمد بمكان سكنه وفي سفر وعناء أوصل هذا الرجل الشهم الرسالة إلى الملازم في بيته فشكره الملازم وعندما فتح الملازم الرسالة صدم عندما قرأ بأن هناك طفل من لحم ودم محمد في الجبل لأن محمد تزوج من جنيه في الجبل وطلب منه أن يأخذه من الجبل وأنه لن يصيبه مكروه عند ذهابه للجبل فبكى الملازم وأحس بأن الدنيا أظلمت في عيناه عندما وعد محمد ولاكن محمد كتب له مكان الطفل في الجبل وأخبره بأن يذهب عصراً وحذره من ذهابه في الليل وبعد تفكير من الملازم وقد رأى بأنه فقد عمله وأن محمد قضيه مرت عليه خاطب نفسه بأنه يجب أن ينهي هذه القضيه وأن يكون عند وعده لمحمد ودع زوجته وبنته وقطع المسافات متجهاً إلى القريه التي يقع فيها الجبل وعند سؤال أهل القريه أخبروه بمكان هذا الجبل ونصحوه بعدم الذهبا أبداً فذهب في عزم وصبر إلى المكان الذي كتبه له محمد في الجبل ووجد طفل يبكي طفل جميل أبيض البشره ترى في وجهه براءة الطفل أخذه هذا الملازم وهو يبكي فضمه إلى صدره ونظر إلى الطفل قائلاً له لاتبكي فأنا في منزلة أباك ، توجه الملازم مسرعاً إلى سيارته والطفل في يده وذهب به إلى منزله دخل السرور والفرح إلى قلب زوجته لأنها كانت تتمنى أن تحصل على طفل ذكر ولاكنها قالت للملازم من أين أحضرته فقال لها الملازم إنه طفل صديقه وصديقه وزوجته توفيا في حادث وأخذه لأن هذا الطفل لا يوجد له أهل غير أباه وأمه الذين توفوا في الحادث قال لها هذا الكلام لكي لا يدخل الرعب إلى قلبها وترفض الطفل هنا كان أهالي القريه يسمعون ضحكات وطبول وشاهدوا حرائق تشتعل في المركز بعد إغلاقه وفي المدرسة أيضاً مرت الأيام وقد تعود الأهالي على المركز والمدرسة ولاكن بعد سنه و 4 شهور إحترق بيت الملازم فجأه ووجد محروقاً هو وزوجته وإبنته الصغيرة عندما كانوا يخلدون في نومهم وعند التحقيق مع جيران محمد قالوا بأن الملازم كان يشكتي من وجود قطه سوداء تقف مقابل منزله يومياً في الليل لمدة عام كامل وتنظر إليه وتختفي عند شروق الشمس ولاكن الغريب في الأمر بأنهم لم يجدوا الطفل البالغ من العمر عامين في منزل الملازم بعد الحريق والذي أطلق عليه الملازم إسم ( ناصر ) كما أوصاه محمد قبل موته في الرسالة ، إنتهت فصول القصة ولم يتم العثور على الطفل إلى هذا اليوم !

‘إنتهــت ‘..!